ألإثنين 28 آذار/مارس 2016
|
|||
|
|||
|
|||
سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبارة |
*روسيا حققت جزءاً من حلمها في سورية ولم تحارب ((داعش))
*((جنيف 3)) سيفشل بانتظار جولات وجولات قبل الوصول الى حل جزئي *ما يحصل بين روسيا وأميركا هو بالون اختبار يتجسد في الفدرالية *الانفتاح الايراني على دول الجوار يتزايد مع تزايد قوة روحاني *في عهد اردوغان من الصعب اعلان الفدرالية الكردية *مقابلة اوباما مع الـAtlantic أظهرت كم هو منسحب من العالم *اوباما يتكلم عن حقوق الانسان في كوبا التي تبعد بضعة كيلومترات عن غوانتانامو *لن يكون هناك رئيس اميركي يخدم القضايا العربية *هيلاري كلينتون هي الأوفر حظاً للرئاسة الاميركية *أخشى ان يتوسع الضغط على اللبنانيين جغرافياً بعد وضع حزب الله على لائحة الارهاب يعتبر سفير لبنان الاسبق لدى واشنطن الدكتور رياض طبارة ان دخول روسيا الى سورية جاء بهدف تحقيق حلمها بأن يكون لها موطىء قدم في البحر المتوسط، علماً ان النظام السوري ليس بحاجة الى مساعدة كما تردد، مؤكداً ان الازمة السورية بانتظار التوافق الروسي والاميركي لإيجاد تسوية لها وأن اجتماعات جنيف 3 ستفشل.ويرى طبارة ان من الصعب تطبيق الفدرالية الكردية بما ان ايران وتركيا تسعيان الى عرقلتها خوفاً على مصالح كل من الدولتين.. اما في ما يتعلق بالانتخابات الاميركية فيعتبر ان هيلاري كلينتون ستكون الاوفر حظاً في الوصول الى الرئاسة وإن كان لا يوجد رئيس اميركي يعمل لصالح القضايا العربية.ويسجل طبارة خشيته على الاقتصاد اللبناني على اثر تصنيف حزب الله كحزب إرهابـي بعد تراجع نسبة التحويلات الى لبنان الامر الذي سينعكس سلباً على الميزان التجاري.هذه المواضيع وسواها تحدث عنها طبارة في هذا الحوار:
الحلم الروسي
# هل جنيف 3 تمكن من إحراز تقدم في الحوار بين المعارضة السورية والنظام؟ - دخل الروس الى سورية في وقت مدروس، بحيث ان اوروبا تئن تحت ضغط اللاجئين وأميركا تحارب داعش وداعش يتوسع.بوتين دخل الى سورية بهدف محاربة داعش ويقال بأنه دخل بهدف مساندة النظام علماً ان النظام لم يكن بحاجة الى مساعدة. وأعتقد ان روسيا تريد موطىء قدم لها على البحر المتوسط وهذا هدف دخولها الى سورية بالاساس. علماً ان الاتحاد السوفياتي كان لديه عدة مواطىء قدم في الجزائر وليبيا ومصر.لذلك بوتين لم يضرب داعش بالاساس ولكنه استهدف منطقة معينة بين جنوب دمشق وحلب وخاصة الساحل السوري، بعدما أسس ثلاث قواعد عسكرية كبيرة فيها ووقع اتفاقية مع الحكومة السورية وهي أبدية الى حد ما تسمح له بالتحكم بهذه القواعد حتى النظام السوري لا يمكنه الدخول اليها الا بإذن من الروس.لذا حقق قسماً من هذا الحلم وكان يخشى ان تستمر او تطول المدة لأن اقتصاده لا يتحمل وهو يخشى ان يفعل به الاميركان كما فعلوا بالإتحاد السوفياتي بأفغانستان حيث خرج بومها ميخائيل غورباتشوف بذل.اما الآن فالمفاوضات في جنيف اصبحت على مستويين: 1- المستوى الاجرائي: المعارضة والنظام. 2- المستوى الاستراتيجي: روسيا وأميركا.هدف المستوى الاستراتيجي هو ايجاد نظام لسورية يحافظ على مصالح روسيا من جهة وأميركا من جهة ثانية وحلفائها وخاصة اسرائيل.المستوى الاجرائي يتعلق بالمرحلة الانتقالية وما ستؤدي اليه والدستور الذي سيسيرون عليه، لذا التنسيق يجب ان يتم مع الكبار.لكن هناك صعوبات على المستويين:على المستوى الاجرائي لا يوجد قاعدة يبنى عليها بحيث انه يتم الطلب من النظام السوري ان يفاوض مع المعارضة على نهاية عهده، اذ ان المعارضة تطالب بتغييره.لذلك أعتقد ان المبعوث الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا يعجل بالاجتماعات لأنه فشل في اول اجتماع، وهذا الاجتماع ايضاً سيفشل، فهو يحاول ان يجمع الافرقاء قبل ان يكون قد حضّر الارضية التي على اساسها سيعمل.فهو بانتظار ان يضغط الروس على النظام وأميركا على المعارضة. ولكن المشكلة ان اميركا وروسيا لم يتفقا حتى الآن على اية سورية يريدون، لذلك أعتقد بأنه ستحصل صولات وجولات قبل الوصول الى حل جزئي يتم من خلاله المفاوضات الجدية. كباش # الوضع السوري اذن سيبقى على حاله بانتظار الاتفاق الاميركي – الروسي حول سورية؟ - طبعاً، أعتقد ان القرار الاستراتيجي الذي يتم بينهما هو الذي سيقرر الى اين ستصل المفاوضات الاجرائية والتي تتوقف على الاستراتيجية الكبرى.لذا الكباش سيبقى مستمراً الى ان تبدأ الدول الكبرى كأميركا وروسيا بوضع تصور لهذا الوضع. وما يجري بينهما يشبه بالون الاختبار وبالون الاختبار يتجسد في الفدرالية التي تناسب كليهما، بحيث يمكن تقسيم النفوذ بشكل اكبر، مما شجع الاكراد على المطالبة بالفدرالية كبالون اختبار لأن كردستان العراق اصبحت موطىء قدم للأميركيين وحتى ان الاسرائيليين موجودون هناك وروسيا لم تعترض على ذلك، لكن اهمية ذلك بالنسبة للروس انهم يحاصرون تركيا من الجنوب ومن الشمال. # كيف يمكن للأميركي والروسي ان يصلا الى نتيجة حول الوضع السوري في ظل ارتباطهما بالسعودية وايران؟ - صحيح، لذلك أعتقد بأن الضغوطات التي سيضعها كل واحد على فريقه يجب ان تأخذ في الاعتبار مصالح حلفائهم. الاميركيون يريدون ان يرضوا اسرائيل والسعودية والدول العربية، والروس يريدون حلاً يرضي ايران والنظام او ما تبقى من النظام.لذلك من المبكر الحديث عن ذلك لأننا لم نصل بعد الى بداية اتفاق. حتى مراقبة الهدنة لم يتفقوا عليها، روسيا تقول انها ستراقب بنفسها في حين ان الاميركيين رفضوا المراقبة معها. لذلك أعتقد ان المسألة طويلة لأن الاتفاق الاميركي – الروسي لم ينضج حتى الآن وما يزال في طور بالونات الاختبار، والقرارات الاجرائية التي يفترض ان يتم اتخاذها على المستوى الروسي هناك فرق بين الجهتين في ما يتعلق بها ولا احد يمكنه ان يضغط على اي منهما لأنه لا يوجد اتفاق حتى اليوم.اذا لاحظتم ماذا قال وزير الخارجية الاميركية جون كيري امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، قال ان لديهم خطة ((ب)) وهذه الخطة تشمل مساعدة عسكرية نوعية للمعارضة. وهذا ساعد على وقف القتال وهذا ما يخشاه بوتين بالاساس. اوباما يخشى من الخطة ((ب)) من ناحية انه لو أدخل عسكره الى سورية او أعطى أسلحة نوعية للمعارضة وتصبح في يد النصرة وداعش ولذلك قالت السعودية بأنها سترسل قوات خاصة من الجيش والتي ستسلم هذه الاسلحة وتنفذ الخطة ((ب))، وبالفعل أرسلوا عسكراً الى تركيا وحضروا أنفسهم في حال لم يحترم الروس وقف اطلاق النار، لذلك أعتقد ان وقف اطلاق النار سيكون افضل من غيره والسعوديون موجودون في القاعدة التركية وجاهزون لتنفيذ خطة ((ب)). ايران روحاني # ماذا عن المفاوضات الايرانية – السعودية هل هي قائمة ام لا؟ - هناك نوع من الضغط الاميركي على الجهتين، الاميركيون يمونون على السعودية وايران.حتى كلام اوباما للـ((Atlantic)) يدعو الى تقاسم المنطقة وأعطاهم الضوء الاخضر لذلك.والسؤال هنا: اي ايران؟ هل ايران حسن روحاني ام ايران المتشددة؟ ايران روحاني ترغب في فتح حوار مع دول الجوار وخاصة السعودية، والآن يقال ان هناك وفداً من ايران الى السعودية. لذلك أعتقد ان العملية تسير في اتجاه غلبة لروحاني في ايران ولذلك الانفتاح مع دول الجوار يتزايد مع تزايد قوة روحاني. # هل زيارة وزير الخارجية التركية أحمد أوغلو تسجل ضمن انفتاح ايران على الآخر؟ - هذه الزيارة مرتبطة بمصالح مشتركة بين إيران وتركيا والحديث الأساسي فيها هو عن الاكراد لأن إيران لا تريد أن يقضم قسم منها وهذا هو الحديث الأساسي في التقارب الايراني – التركي فهما لا يريدان كردستان مستقلة وقوية عسكرياً وتبدأ بالمطالبة بقسم من إيران وقسم من تركيا، وهذا الأمر يشكل خطراً على الدولتين. #الفدرالية الكردية
من
الصعب إذن إعلان فدرالية كردية؟
- طبعاً مع عهد الرئيس رجب طيب أردوغان من الصعب القيام بذلك، وما نسمعه هو مجرد كلام لا أكثر ولا أقل. # ما تقويمك لكلام أوباما إلى صحيفة الـ((Atlantic))؟ - إذا أردنا تقييم الحديث ككل يتبين انه بما انه رئيس دولة عظمى فهو يتكلم وكأن أميركا دولة مثل كل الدول دون أن يأخذ في الاعتبار دور الدولة الانساني. مثلاً يقول في مكان إذا حصل قتل جماعي مع بلد وليس من مصلحتنا التدخل لن نتدخل.أين الأمم المتحدة وأين الدولة العظمى؟ فلو قال ذلك رئيس ((فيجي)) لكنت من المعجبين به، ولكن رئيس أميركا يقول هكذا فهذا أمر مخيف.تكلم بطريقة واقعية بعيداً عن الانسانية وهو من اتباع واقعية هنري كيسنجر، ولكنه أخذ الواقعية إلى حدود لم يسبقه إليها أحد، مصلحة أميركا هي قبل كل شيء بعيداً عن الانسانية.وهذا الاعتراض الذي حصل في الصحافة الأميركية الكبيرة مثل ((نيويورك تايمز)).لذلك أعتقد ان المقال كله مهم جداً، إضافة إلى انه أظهر أوباما بحقيقة كان الجميع يعرفها انه منسحب من العالم ولا يريد أن يتدخل فيه. ولكن مشكلته الأساسية انه يريد أن ينسحب من العالم وداعش تعبىء الفراغ.فانسحاب أميركا يعني ان مصالحه ستتضرر، ترك العراق وعاد إلى العراق وترك أفغانستان وعاد مجدداً إلى أفغانستان.كل ذلك لأنه انسحب من العالم واضطر بعدها للعودة إلى الحروب بعد ان سيطرت داعش على كل شيء.لديه نظرية يحاول أن يطبقها في كوبا وفي ايران.أوباما يعتبر انه إذا فتح خطاً مع إيران سيقوي المعتدلين، وإذا قوي المعتدلون نظام ايران سيتغير وعلاقتها في العالم ستتغير وتعود إلى المجتمع الدولي بشروط.قد يسير بهذا الطريق ولكن المسألة طويلة. فهو يسير في كوبا بالطريقة نفسها، الاقتصاد الأميركي يوازي 140 مرة الاقتصاد الكوبي مثلاً إذا أدخلنا كل اقتصاد كوبا إلى الاقتصاد الأميركي يزيد بنسبة 0.6%.لأول مرة في التاريخ يحصل تعاون بين دولة شيوعية ودولة رأسمالية، في كوبا إذا أراد أن يدخلوا الأميركيون في أي مشروع عليهم أن يكونوا شركاء مع الدولة وليس مع أي شخص آخر.الهدف ليس أن تربح أميركا اقتصادياً ولكن أن يفعل كما فعل في إيران إذ ان كوبا قد تذهب في اتجاه دولة نصف رأسمالية وصولاً إلى دولة رأسمالية.هذه النظرية يطبقها الأميركيون مع الصين، ما زالت الصين شيوعية ولم تتغير وما يزالون يعتبرون نظامها يخالف حقوق الانسان.لا أدري ان كانت نظريته هذه سيبرهن التاريخ انها نظرية جيدة.لذلك أعتقد ان كلام أوباما في كوبا عن حقوق الانسان في الوقت الذي تخرق فيه أميركا حقوق الانسان، ولكن الوقاحة انه يتكلم عن حقوق الانسان في كوبا على بعد عدة كيلومترات من غوانتانامو التي فيها أناس مسجونون دون حق. ترامب ((دايت)) فيما يتعلق بالمرشحين للانتخابات الرئاسية، أي منهما ممكن أن يخدم القضايا العربية أكثر ترامب أم كلينتون؟ - لا أتصور بأن هناك رئيساً في أميركا يخدم القضايا العربية مهما حصل خلاف مع إسرائيل مثل الخلاف بين أوباما ونتنياهو ومع ذلك حاول أن يعمل صلحاً بين العرب وإسرائيل، لأنه لا يستطيع أن يضغط على إسرائيل إلا إلى حد معين وإلا سوف يتحرك الكونغرس ضده.بالأمس كانت هيلاري كلينتون أمام اللوبي الأساسي الاسرائيلي وقالت لهم انها مع إسرائيل، وترامب يقول بأنه سيكون محايداً بالنسبة لإسرائيل، كلام ترامب هذا كي يقبل العرب ان يأخذوا ويعطوا معه علماً انه مع إسرائيل.حتى كلمة محايد ممنوعة وهو يتراجع عنها.لذا أي رئيس جمهورية أتى سيضطر بالسير مع إسرائيل وبعد ان يترك الرئاسة سوف يتكلم عن حقوق الفلسطينيين مثل جيمي كارتر وغيره.الحزب الجمهوري يحاول ان يتخلص من ترامب في الوقت الحالي، وهناك تيد كروز وهو ((ترامب دايت)) اي أخف من ترامب. وهناك كايسك وهو ليس لديه شعبية قوية.اذا لم يتمكن ترامب من الحصول على الاغلبية، هناك طريقة يمكن ان تتبع من خلال الضغط على المندوبين ليصل شخص معين الى الرئاسة. # هل كلينتون هي الاوفر حظاً؟ - كلينتون هي الاوفر حظاً، وان لم تكن محبوبة شعبياً، وذلك لأن السود معها وكل الاقليات تؤيدها، اضافة الى وجود سحر بيل كلينتون، اي بعلها، الذي بقي ثماني سنوات رئيساً لأميركا والاقتصاد كان في أوجه. # هل أزمة اليمن بحاجة الى تقارب ما بين روسيا واميركا وايران والسعودية خصوصاً بعد ان تم الحديث عن وجود وفد روسي في السعودية؟ - أتصور بأن زيارة الوفد الروسي الى السعودية ليست مفصلية بالنسبة لمسألة اليمن. وأظن بأن الاميركيين يريدون ان ينتهوا من أزمة اليمن بأي ثمن كان وهذا سبب من اسباب الضغط في سبيل التقارب السعودي – الايراني. ولكنني أعتقد ان المشكلة اليمنية لا تنتهي الا اذا حصل تنازل من احدى الجهات وخاصة ايران، اذ ان اليمن تقع على الحدود السعودية ولا يمكن لها ان تقبل بأن تكون ايران على حدودها. القمة العربية # ماذا تتوقع من القمة العربية التي ستعقد بعد ايام قليلة؟ - هناك توافق عربـي على لبنان، وإن كان هناك مشكلة للبنان مع الدول العربية، النأي بالنفس له حدوده وطبعاً نحن ننأى بأنفسنا عن تسمية حزب الله كحزب إرهابـي لكونه مكوناً من مكونات لبنان والحكومة، ولكن ليس بالضرورة ان ننأى بأنفسنا عن كل القرار. أتصور بأن امام القمة عدداً من المشاكل ومنها الازمة السورية وبالطبع سيكون هناك هجمة لبنانية على الدول العربية كي يخففوا من وطأة المقاطعة هذه، وسيحاولون ايجاد حلول للتشنج الذي يحصل في المنطقة بين الدول العربية وايران وتركيا.ولكن قوة الجامعة العربية محدودة لأنه اذا كانت الدول العربية مختلفة يعني ان الجامعة العربية ضعيفة.ولا أتوقع بأنه سيخرج حلول جذرية من اجتماع القمة لأن كل واحد سيجلس خلف متراسه. # ماذا عن تداعيات وقف الهبة السعودية على لبنان؟ - السعودية أخذت قراراً بسحب الاموال وعدم السفر الى لبنان وبعدها جمعوا دول الخليج ومن ثم الجامعة العربية.وبالنسبة لعدم تجديد إجازات العمل والاقامات، هذه المسألة تتكاثر يوماً بعد يوم وهي خطرة على الاشخاص الذين يطردون من هناك وخطر على لبنان ايضاً لأنه يدخل الى لبنان من الخليج حوالى 5 مليارات سنوياً من اللبنانيين المقيمين هناك.والخليج يعاني من مشكلة أسعار النفط، لذا ستخف نسبة التحويلات الى لبنان، وهذا يؤثر على ميزان المدفوعات والاحتياطي في العملات الاجنبية.الخشية ان تتوسع جغرافياً، فهناك دول اوروبية صنفت حزب الله كحزب إرهابـي وهذه الدول اشارت مؤخراً الى انها مستعدة لتوسيع هذا الضغط. حوار: فاطمة فصاعي |