Friday, December 22, 2017

مقابلة مع الشراع 21. 12. 2017



سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة: ترامب جدي جداً في استراتيجيته لتحييد إيران / حوار فاطمة فصاعي
by مجلة الشراع · December 21, 2017


سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة: ترامب جدي جداً في استراتيجيته لتحييد إيران / حوار فاطمة فصاعي
*خطوة ترامب جاءت لأسباب داخلية بعد ان تراجعت شعبيته إلى 32%
*قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ((مائع)) وضبابي
*ما زال لدى العرب أسلحة لاستخدامها
*النفاق الأميركي أصبح أكثر من العادي وأميركا خارجة عن القانون
*ترامب يريد تأسيس ائتلاف جديد ليحل مكان إيران
*سنشهد نوعاً من الحرب الباردة بين روسيا والصين وأميركا
*ماكرون يتعلم على حسابنا وما زال في مرحلة عدم وضوح الفكر
*سوتشي أخطر على سورية من جنيف
*الأسد لن يتنحى إلا إذا حصل ضغط روسي
*الحرب الأهلية في اليمن ستزيد والفوضى ستعم أكثر
alshiraa.com/2017/12/21/


السفير رياض طبارة متحدثا الى الزميلة فاطمة فصاعي


يعتبر سفير لبنان السابق لدى واشنطن الدكتور رياض طبارة بأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس لن يكون نهائياً في ظل وجود مجتمع دولي، مشيراً إلى ان هذه الخطوة التي اتخذها ترامب جاءت لأسباب تتعلق بسياسة أميركا الداخلية بعد ان تراجعت شعبيته بنسبة 32%.
وحذر طبارة من وقوع حرب باردة بين روسيا والصين وأميركا في ظل اتباع أميركا استراتيجية أمنية جديدة، ووجود نية لدى ترامب بتأسيس ائتلاف جديد يحل مكان إيران، أما الوضع في اليمن فهو يتجه نحو الأسوأ، بحسب طبارة، وفي سورية فإن الأسد لن يتنحى إلا إذا حصل ضغط روسي.
ومن جهة أخرى، أبدى طبارة اطمئنانه بالنسبة للوضع الأمني في لبنان بما ان هناك غطاء أمنياً دولياً عليه.
وفي ما يلي نص الحوار:
# يبدو ان المشهد الاقليمي تتسارع فيه الأمور شيئاً فشيئاً بسبب ما استجدّ عليه من أحداث في كافة الدول؟
– طبعاً الاحداث تتسارع ومنها إندحار ((داعش)) في سورية والعراق وان كان بشكل غير نهائي لأنه يولّد منظمات أخرى، ولكن خفض التوتر في المنطقتين يجب أن يتعامل معه المرء بطريقة جديدة. وصولاً إلى تصريح ترامب عن القدس الذي خلق مشكلة جديدة طغت على بعض الأمور التي قد تكون أهم منها، إضافة إلى محاولة تحييد هذه المسألة من خلال اجتماع مجلس الأمن الذي أدى إلى تعقيد الامور في الفيتو، إذ ماذا ستعمل السلطة الفلسطينية أو الجامعة الأميركية تجاه الفيتو الأميركي.
كما ان أميركا أنتجت استراتيجية أمنية جديدة وفيها انقلاب على الماضي، كيف سيطبق القرار على القدس، كل هذه التساؤلات لا يمكن الاجابة عنها في الوقت الحاضر، وكلها أصبحت متداخلة مع بعضها البعض، علينا أن نفصل كل هذه الأمور في المنطقة لمعرفة كيف تتجه الأمور، لأن المسألة لم تعد محصورة بالحرب على ((داعش)) لا بل ان هناك أموراً متداخلة وعلينا أن نفككها عن بعضها لنرى إلى أين ستصل في النهاية بعد كل هذه التغيرات.



الرئيس الامريكي دونالد ترامب وخلفه نائبه مايك بينس يعلن القدس عاصمة اسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها 6 كانون اول 2017




القدس – عاصمة فلسطين



# فلنبدأ إذاً بآخر الاحداث التي طرأت وهي إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل؟
– كلام ترامب عن القدس لم يكن واضحاً برأيي وان كانت ردة الفعل عليه واضحة. السبب في ذلك يعود إلى انه قام بهذه الخطوة لأسباب داخلية وليس لأسباب خارجية، تراجعت شعبيته إلى 32% وهي الشعبية الأقل لرئيس أميركي في تاريخ أميركا كلها، وحاول أن يدعمها بأمر ما خاصة ان الأمور بدأت تنهار من بين يديه. فهو لم يتخذ قراراً خلال سنة واحدة، ولكن قد يصدر شيئاً على مستوى الضرائب كي يقدم خطوة في سجل إنجازاته.
خسر معركة كبيرة في الاباما، لأول مرة الاباما من 25 سنة تنتخب ديموقراطياً، الجمهوري كان غير مرغوب به، حقيقة هذه المنطقة الجمهورية انقلبت على ترامب وهذا الأمر لا يصدق.
إضافة إلى تحقيقات مولر التي تضيق الخناق ليس فقط على إدارة ترامب، إنما على عائلته ومنها ابنته وصهره، لذلك جاء إعلان القدس عاصمة لإسرائيل خطوة لدعم موقعه داخل الادارة الأميركية.
ترامب يعتبر ان هذا القرار اتخذ في الكونغرس عام 1990، القرار حينها أخذ على أساس انه لن يطبق. وعندما اتصلت كل الدول العربية بشكل مكثف بالكونغرس واعترضت على هذا القرار، كان التأكيد بأن في هذا القرار هناك بند يمكن لرئيس الجمهورية من خلاله أن يؤجل تطبيقه لأسباب أمنية.
جاء ترامب وخالف هذه العملية بعد ان رفض ثلاثة رؤساء جمهورية قبله هذا القرار.
ترامب اتخذ هذا القرار ضد مستشاريه لأنهم حاولوا منعه ولكن دون جدوى. ومن الملاحظ بأن القرار فيه أشياء متعارضة، يقول انه يريد نقل السفارة إلى القدس ولكن في مكان ما يقول انه لم يحدد حدود القدس، وعندما سئلت مستشاره القومي ان كانت القدس تشمل القدس الشرقية، قالت بأننا لم نحدد حتى الآن أي قدس نتكلم عنها، فكيف يريد نقل سفارته إلى القدس دون أن يحدد أي قدس.
وفي مكان آخر يقول بأن الأمور الخلافية ستترك للجهتين خلال التفاوض، كيف ستترك وهو يقول انها عاصمة إسرائيل.
والملاحظ انه ترك الباب مفتوحاً، ولأول مرة يعترف بالدولتين أي أعطاهم حل الدولتين. نلاحظ ان تصريحه مرتبك بعض الشيء، والقرار الذي اتخذه ((مائع)).
والسؤال الذي يطرح كيف سيطبق هذا القرار بما انه ضبابي؟
مثلاً إذا جاء أحد لزيارة القدس هل يمكن لنتنياهو أن يأخذه إلى الأقصى أو القدس الشرقية.
أتصور انه في النهاية سيطبق القرار بالشكل ((المائع)) الذي صدر فيه ويبقى الحل النهائي للمفاوضات، والقرار لن يكون نهائياً.
# هل سينجح في خطوته هذه؟
– حتى لو كان القرار نهائياً على المستوى الأميركي فهو غير نهائي على المستوى الدولي.
قصة فلسطين هي قصة مجتمع دولي، يقول ترامب في خطابه ان إسرائيل هي دولة ذات سيادة يمكن لها أن تقرر أين تكون العاصمة.
لبنان دولة ذات سيادة فهل يمكن أن تقرر ان واشنطن هي عاصمتنا، فهو يقرر عاصمة لبلد ثانٍ، برأيي القرار ضبابي وبانتظار كيف سيطبق على الأرض.
ولا ننسى ان قرارات الأمم المتحدة تمنع ومنها القرار 2334 الذي ينص على ان هناك قدسين قدس للعرب وأخرى لليهود، ردة فعل العرب أو الاسلام كانت غير عنيفة وليست بحجم المشكلة.
ففي المنطقة هناك مشاكل أخرى غير القدس إذ ان هناك دولاً عربية تعتبر ان لديها مشكلة مع إيران، وأميركا تواجه إيران بشكل قوي وتساند الدول العربية التي هي ضد إيران، فهل من مصلحة الدول العربية معاداة أميركا وان تخسر هذه المعركة قبل أن نعرف كيف سيطبق هذا القرار.
على الرغم من كل ما يقال، فإن القرارات التي صدرت عن القمة العربية أو منظمة العمل الاسلامي كانت بدايتها معقولة، والعرب ما يزال لديهم سلاح في هذه العملية.
ولكن النفاق الأميركي هو أكثر من العادي ووصل إلى حدود جديدة، عندما تقول نيكي هيلي بأن هذا التصويت هو إهانة لأميركا ولن ننساها بعد ان قالت 14 دولة لا لهذا القرار ولم توافق عليه سوى أميركا، فهل الـ14 دولة على خطأ في تصويتها بـ((لا)) على هذا القرار؟
أميركا هي الخارجة عن القانون وليس الدول الباقية هي الخارجة عن القانون.
يمكن أن يتم أخذ إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية وهذا ما تخشاه إسرائيل، وإذا صدر حكم جنائي ضدها فسيكون له تبعاته الكبيرة. لذلك لدى العرب أسلحة بين أيديهم، فالعرب لديهم المزيد من الأسلحة التي لم يستخدموها وترامب لم يقل تماماً ما يعنيه من القرار الذي اتخذه.



السفير رياض طبارة


# إذن هناك علامات استفهام؟
– علامات استفهام نعم، ولنر إلى أي مدى سيتمادى في تطبيق هذا القرار الضبابي وكيف ستتعامل الدول العربية معه من خلال الأسلحة التي بقيت بيدها.
# ماذا عن الاستراتيجية التي طرحها ترامب بالأمس وما رأيك بها؟
– الاستراتيجية الأمنية الجديدة تختلف عن استراتيجية اوباما ولكنها تختلف عن استراتيجية ترامب ايضاً.
هناك مواجهة بين روسيا والصين، مع روسيا مواجهة بقوة عسكرية ومع الصين مواجهة اقتصادية. الاستراتيجية تتألف من أربعة بنود:
البند الاول: حماية اميركا.
البند الثاني: ازدهار اميركا.
البند الثالث: مبدأ السلام بالقوة او القوة التي توصل الى السلام.
البند الرابع: مواجهة الدول التي تريد ان تأخذ من حصة اميركا في العالم، اي ايران وروسيا والصين.
وترامب جدي جداً في قضية ايران لأنه يريد تحييدها في المنطقة وتأسيس ائتلاف جديد تدخل فيه مصر والسعودية والخليج وتركيا ليحل مكان ايران على الارض.
ويريد ان يجبر ايران على فتح ملفات المنطقة مثل سورية، العراق، اليمن، البحرين ولبنان.
مع الروس يقول بأنه يجب ان يواجههم, علماً انه كان يحب بوتين ويعتبره صديقاً، ومنذ يومين اتصل بوتين به وشكره بعد ان تمكنت الاستخبارات الاميركية من كشف مجموعة تريد ان تفجر في بطرسبرغ في روسيا، وهو في الوقت نفسه يريد ان يواجههم في الشرق الاوسط، كيف يمكن لهذا ان يترجم لا أعلم.
فهناك جو سائد في اميركا، وهذا الجو ليس جو ترامب، انما جو مساعديه الجنرالات الثلاثة، الذين يعتبرون ان انسحاب اميركا من العالم غير مقبول كما كان في عهد اوباما.
لذلك فإن مواجهة ايران ستكمل وتتكثف وسنرى شيئاً من الحرب الباردة بين روسيا واميركا والصين التي شاهدناها خلال ايام الاتحاد السوفياتي.
# ترامب يعتبر في خطاب له ان سياسات اميركا السابقة أدت الى سيطرة ((داعش)) على مناطق واسعة في الشرق الاوسط؟
– هذا الكلام صحيح لأن اوباما انسحب من العالم، فعندما انسحب الاميركيون من العراق عام 2011 كان لدى ((داعش)) 500 مقاتل وبعدها اصبح ((داعش)) في سورية والـ500 مقاتل اصبحوا 500 الف مقاتل، لذلك هناك اعتراف ضمني من قبل اوباما انه أخطأ بهذه الخطوة.
مجلة الشراع 25 كانون اول 2017 العدد 1829
# الى اين تتجه العلاقة بين كوريا الشمالية واميركا، خاصة ان البيت الابيض أعلن بأن كوريا تبحث عن سبل لقتل مليون اميركي باستخدام السلاح النووي؟
– كوريا قصة مختلفة، وفي مسألتها يُلام اوباما ايضاً لأنه لم يقم بما يكفي لضبط البرنامج النووي الكوري حتى وصلنا الى حالة شبه ميؤوسة. السياسة كانت في ان يطلب من الروس ومن الصين الضغط على كوريا للمجيء الى المفاوضات التي ستنتهي بضبط البرنامج النووي الصاروخي الكوري الشمالي. اي ان يحصل معها كما حصل مع ايران. الصينيون تجاوبوا معه الى حد ما حيث أوقفوا التصدير والاستيراد الى كوريا.
# الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال بأن حسم الحرب على ((داعش)) في سورية سيتم في شباط/ فبراير المقبل؟
– أنا لست من المعجبين بماكرون ابداً، في كلامه عن سورية وفي أول تصريح قاله هو ان الاسد لم يقتل الفرنسيين ولذلك يمكننا ان نتعامل معه.
وبعدها وفي تصريح آخر قال: لا يمكن للأسد ان يكون رئيساً لسورية. وبالأمس قال بأنه يمكنه ان يبقى في سورية ولكن فليحاكمه شعبه. أعتقد ان ماكرون يتعلم على حسابنا ومؤخراً ظهرت شعبيته لأن الفرنسيين يحبون تراث وآثار فرنسا العظيمة وهو يشتغل على هذا الوتر.
فعندما بدأ يتنقل بين الدول مثل بريطانيا واميركا وألمانيا، ارتفعت شعبيته ووصلت الى 50%، ماكرون ما يزال في مرحلة عدم وضوح الفكر في ما يسمى بالسياسة الخارجية، لنر الى أين سيصل، ولكن لا أعتقد ان عليه ان يحل مكان اميركا.
يمكن لفرنسا ان تكون رأس حربة ولكن القرار النهائي ليس لها.
# بعد ((جنيف)) و((سوتشي)) اين يتجه الوضع السوري؟
– في الوقت الحالي النظام السوري لا يريد ان يفاوض لأنه يعتبر نفسه رابحاً والروس يساعدونه، ((سوتشي)) مهمة لأن الروس يريدون لها ان تنجح. فهل سيضع الروس ضغوطاً على سورية، ((سوتشي)) أخطر على سورية من جنيف.
بعض المعارضة السورية يخشى الذهاب الى ((سوتشي))، أعتقد ان الفشل غير مقبول. واذا تم اعتماد ((جنيف)) معنى ذلك انه سيتنحى. وفي هذه الحالة هل سيتنحى؟ وأنا أعتقد انه لن يتنحى إلا اذا حصل ضغط روسي جدي جداً.
# بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وتمدد الحوثيين، الى اين يتجه الوضع في اليمن؟
– لم يتغير شيء إلا موازين القوى على الارض، ايران مثلها مثل غيرها لن تنتهي الأمور بالنسبة لها إلا اذا حصل اتفاق اميركي – ايراني بعيداً عن اي تدخل سياسي او عسكري.
الحرب الأهلية سوف تزيد والفوضى ستعم أكثر، والحل النهائي غير واضح لأن الاميركيين والروس لم يتفقوا بعد على حلحلة مشاكل المنطقة.
# كيف تصف الوضع في لبنان في ظل ((المعمعة)) التي تحصل على الصعيد الاقليمي، هل نحن أمام حرب اسرائيلية على لبنان؟
– لبنان مرّ بأزمة خطيرة جداً عندما قدم الحريري استقالته لأن هذه الأزمة كانت ستصل الى حد المواجهة بين السعودية وايران على ارض لبنان، ولبنان لا يتحمل، ولبنان عليه غطاء أمني وسياسي.
وعندما لاح هذا الخطر بحصول حرب أهلية في لبنان تحركت الدنيا كلها، بحيث أصبح الرئيس الفرنسي في السعودية ووزير خارجية فرنسا ذهب الى السعودية، والانكليز طلعوا بـ((فرمان)) وكأن لبنان هو قنبلة ذرية ستنفجر.
لذا هناك غطاء أمني وقوي جداً وعندما جاء الخطر تحركت الدول خلال 24 ساعة للحفاظ عليه، طالما ان الغطاء الأمني موجود.

سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة: ترامب جدي جداً في استراتيجيته لتحييد إيران / حوار فاطمة فصاعي – مجلة الشراع 25 كانون اول 2017 – العدد 1829

Tuesday, December 5, 2017

The American crisis and us تحن والأزمة الأميركية






جريدة الجمهورية
الثلاثاء 5 كانون الأول 2017

رياض طبارة

اقرأ المزيد من رياض طبارة
English Summary at end  

بدأ الخناق يضيق بسرعة على الرئيس دونالد ترامب نتيجة تحقيقات المحقق الخاص، روبرت مولر، حول إمكانية التواطؤ بين حملة ترامب الرئاسية وروسيا، بهدف إنجاح ترامب في الانتخابات على حساب منافسته هيلاري كلينتون، وحول كل ما ينتج مباشرة عن هذا التحقيق، بما في ذلك شهادات الزور، ومحاولات عرقلة العدالة، وإخفاء أدلة، وتخويف الشهود.

ففي خلال ستة أشهر من التحقيق، تعتبر قياسية، تَوصّل مولر إلى اتّهام بول مانافورت، رئيس حملة ترامب لمدة قصيرة، وشريك أعمال مانافورت، ريك غايتس، بـ12 تهمة، تشمل تبييض الأموال، والتهرب من الضريبة على أموال حصلا عليها نتيجة للعمل كمستشارين لحكومة أوكرانيا المخلوعة والصديقة لروسيا.

وبالإضافة، إعترف جورج بابادوبولوس، أحد مستشاري ترامب للسياسة الخارجية خلال حملته الإنتخابية، باتصاله بالسلطات الروسية بخصوص نشر معلومات تضرّ بحملة هيلاري كلينتون.

لعلّ الأهم في هذه التحقيقات هو أنها وصلت إلى أقرب المقربين من ترامب، بما في ذلك أعضاء من أسرته. أهم المتورّطين حتى اليوم هو الجنرال مايكل فلين، أحد أول مساندي ترامب في حملته الإنتخابية، وعضو بارز في فريق حملة ترامب الإنتخابية، وأول مستشار للأمن القومي في إدارة ترامب (إضطر للاستقالة بسبب كذبه على نائب الرئيس مايك بنس حول تورّطه مع جهات أجنبية بما في ذلك روسيا).

وقد وُجّهت إليه نهار الجمعة الفائت تهمة الكذب على مكتب التحقيق الفدرالي (إف بي آي)، ما يعرّضه للسجن مدة تصل إلى خمس سنوات. في اليوم ذاته إعترف فلين بالتهمة الموجّهة إليه، وقد بدأ فعلاً بالتعاون مع المحقق مولر بإعطائه معلومات عن تواطؤ مقرّبين من ترامب مع الروس خلال الحملة.

أكثر المتضرّرين مباشرة من اعترافات فلين، ومن المعلومات التي ظهرت حتى الآن، هما دونالد ترامب جونيور، الإبن البكر للرئيس، وجارد كوشنر، كبير مستشاريه وزوج ابنته المفضّلة إيفانكا.

وتُظهر التحقيقات السابقة أنّ هذين الشخصين كانا قد اجتمعا تكراراً مع عملاء روس خلال الحملة. ويعتقد كثيرون من المعلّقين في واشنطن أنّ تحقيقات مولر ستصِل، آجلاً أم عاجلاً، إلى إظهار وجود تواطؤ بين ترامب والروس لإسقاط هيلاري كلينتون في الإنتخابات الأميركية وإنجاحه، ما قد يوصِل ترامب إلى نهاية سريعة لعهده.

أمام ترامب حلّان لهذه الحالة الخطرة التي تواجهه: الحلّ الأول هو أن يتقبّل مسيرة التحقيق ويدافع عن نفسه بالتعاون مع بعض من أهمّ مكاتب المحاماة الأميركية، وفي أسوأ الحالات إصدار عفو عن كلّ المتورطين من أصدقائه، بما في ذلك هو شخصياً.

وهذا، بحسب الكثيرين، لا يتعارَض مع الدستور الأميركي والقوانين المرعية الإجراء، وإن كان يتعارض طبعاً مع الأخلاقيات التي تنتظرها الغالبية الكبرى من الأميركيين. الضرر الذي سيطال رئاسته، ولربما أيضاً حزبه الجمهوري، سيكون كبيراً في هذه الحال، خصوصاً أنّ شعبيته تدنّت إلى نحو 35 في المئة في الوقت الحاضر، وهذه هي أقل نسبة وصل إليها رئيس أميركي في هذه المرحلة من رئاسته.

أمّا الحلّ الثاني فيتلخّص بإقالة المحقق الخاص مولر، وإغلاق التحقيق نهائياً، بأمر رئاسي. وهذا أيضاً لا يتعارض مع الدستور الأميركي (الرئيس ريتشارد نيكسون فعلَ ذلك سابقاً بالنسبة للتحقيق في واترغايت)، ولكنّ الضرر للرئاسة سيكون هنا أيضاً كبيراً جداً كما حصل بالنسبة لنيكسون الذي اضطرّ في النهاية إلى الإستقالة.

يقول ألن ليكتمان في كتابه «القضية من أجل الإتهام» (The Case for impeachment)، الذي تَنبّأ بانتخاب ترامب ومن ثم محاكمته من قبل الكونغرس، إنّ نبوءته الأولى تحقّقت وهو بانتظار أن تتحقّق الثانية.

كيف ستتأثر السياسة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط التي أعلنتها الإدارة الأميركية أخيراً، والتي تطال دول المنطقة مباشرة، خصوصاً إيران والميليشيات المتحالفة معها؟

السياسة الأميركية هذه تتلخّص بمواجهة تصعيدية مع إيران، وبالتالي مع «حزب الله»، بدءاً بعقوبات متزايدة على الإثنين معاً. بالنسبة لإيران الهدف الأميركي المعلن هو ذات شقّين: الأول إيقاف تطور نظام الصواريخ البالستية الإيرانية ووضعها تحت مراقبة شديدة، والثاني فتح ملفات المنطقة التي تعتبر أميركا أنّ إيران متورّطة بها، أي اليمن والعراق وسوريا ولبنان (يعني «حزب الله» بشكل أساسي) بهدف الوصول إلى حلّ الميليشيات التابعة لها، أو على الأقلّ تحييدها من هذه الصراعات.

ولكي يتم تنفيذ هذه السياسة (وغيرها) بشكل «فعّال»، لا بد من إنهاء سياسة ريكس تيلرسون الناعمة واستبدالها بسياسة أكثر اندفاعاً وشراسة، ما قد يعني استبدال تيلرسون برئيس وكالة الإستخبارات المركزية (سي آي إي) الحالي، مايك بومبيو، المعروف بتشدّده المُفرط تجاه إيران وفي السياسة الخارجية الأميركية بشكل عام.

المنطقة إذاً أمام احتمالين يتسابقان مع الزمن. الإحتمال الأول هو بقاء ترامب لمدة طويلة، مع فريقه المتشدّد المنتظر، تتصاعد خلالها المواجهة مع إيران و«حزب الله» بسرعة، وتزداد العقوبات إلى أن تصل مثلاً إلى وَضع الحرس الجمهوري، وكل مؤسّساته الإقتصادية، في خانة المنظمات الإرهابية، وبالتالي فَرض عقوبات متشدّدة على هذه المؤسسات بالجملة، ما يعني إعلان حرب إقتصادية شاملة على إيران، وهذا ما تفادَته أميركا حتى اليوم. وفي هذه الحال فإنّ ردّ إيران سيكون قاسياً أيضاً وقد تصل الأمور إلى اهتزازات وعدم استقرار جدي في المنطقة.

أمّا الاحتمال الثاني فهو أن تصل الأمور بالإدارة الأميركية بسرعة إلى بدء إزاحة ترامب مثلاً، ما سَيشلّ قدرتها في كل الميادين لبعض الوقت، بما في ذلك سياستها في الشرق الأوسط، فتبقى الأمور تسير في المنطقة على النهج الذي تسير عليه الآن إلى أن تتوَضّح السياسة الأميركية التي سيتبنّاها فريق العمل الجديد. أمّا لبنان، فلا يستطيع سوى أن يتأمل أن يبقى الغطاء الأمني والسياسي عليه، وألّا يطرأ ما يغيّر هذا الغطاء حتى تنجلي الأمور لدى جيرانه.

English Summary:

The Crises of the American Administration and its Effects on us

 The noose is tightening around Donald Trump as a result of the investigation of the Special Counsel Robert Mueller. In the course of six months only, Mueller issued indictments for Paul Manafort, former Trump’s campaign manager (for a short period) and his associate, Rick Gates, for money laundering and other illegal actions, including income tax evasion.

In addition, George Papadopoulos, one of Trump’s advisors during his campaign for president admitted having had contacts with Russian officials for the purpose of obtaining information 
against Hilary Clinton and is now cooperating with the Special Counsel.

Most important is the indictment of Michael Flynn, a senior advisor to Trump during the 
campaign and Trump’s National Security Advisor who had had to resign for lying to the Vice President, on lying to the FBI which could earn him up to 5 years in prison. He is now cooperating with the Special Counsel.

The turn has now come for Donald Trump Junior, the elder son of the President, and Jared Kushner his son in law and husband of his favorite daughter Ivanka. Previous investigations have already shown that Trump junior and Kushner have already had several meetings with Russian operatives.

President Trump has two choices before him: First to let the investigation of Mueller continue and in the worst case scenario declare a pardon on those indicted, including himself. Such a pardon is considered legal by many experts but will undoubtedly erode support for the President which is already low at around 35 percent. 

The second choice is to fire Mueller, which is also legal, but which will contradict the will of most Americans.

In his book “The Case for Impeachment,” Allan Lichtman had predicted that Trump would be elected and that he will be brought to trial. He now says that his first prediction came true and he is waiting for the second to be realized.

How will the new U.S. policy in the Middle East that relates especially to Iran and the militias supported by it be affected by this American turmoil? 

This policy may be summarized by a progressive increase in sanctions against Iran and Hezbollah. For Iran, it will aim in particular towards restricting its missile program on the one hand and sidelining Iran’s role in the region. For this purpose, it may be necessary to replace the present mild Secretary of State Rex Tillerson by the chief of the CIA, Mike Pompeo, who is known for his extremely aggressive views of Iran’s role in the region.

Our region, therefore, faces a race between two possibilities in this regard: Trump may weather the attack on him for some time which would permit him to place increasing sanctions on Iran and Hizbollah, ultimately reaching the Revolutionary Guard and all its economic interests, which would mean an open economic war on Iran. Iran’s response will be strong and the region will see a good deal of instability.

The alternative possibility is that the Trump regime will be in weakened, even including impeachment, and this will delay the implementation of its policies facing Iran leading to a continuation of the present situation until the policy of the new Americn team will be clarified.

As for Lebanon, the best it could hope for is that the political and security umbrella that it enjoys presently will stay in place until the difficult situation in the region is resolved.

Tuesday, October 24, 2017

U.S. Iran: Confrontation and Sanctions on Hezbollah أميركا إيران: المواجهة والعقوبات على حزب الله


24 تشرين الثاني 2017


English summary at end

لمواجهة بين أميركا وإيران والعقوبات على «حزب الله


رياض طبارة
-

كما كانت سياسة أوباما الخارجية (القيادة من الخلف) ردة فعل لسياسة سلفه بوش الإبن الهجومية (حربان فاشلتان) جاءت سياسة دونالد ترامب الخارجية كردة فعل لسياسة أوباما.

هذا ينطبق طبعاً على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الإتفاق النووي الإيراني (رسمياً «خطة العمل المشتركة»)، الذي يُعتبر أحد أكبر إنجازات سياسة أوباما الخارجية. وعد ترامب خلال حملته الإنتخابية بالإنسحاب من الإتفاق، وبالتالي إعادة تفعيل العقوبات ذات الصلة على النظام في إيران.

ولكن بعد مخاض طويل في إدارة البيت الأبيض، وإقالة العديد من المساعدين المقرَّبين، خصوصاً ستيف بانون الداعي للإنسحاب من كلّ الإتفاقات المتعدّدة الأطراف، دخلت إلى الإدارة الأميركية في مراكز قيادية مجموعةٌ أكثر رصانة وتماسكاً نجحت، إلى حدٍّ ما، في لجم أفكار الرئيس المتطرّفة والغوغائية، أقله في الوقت الحاضر.
Ira
هذه المجموعة مؤلّفة، بشكل رئيسي، من رئيس موظفي البيت الأبيض، الجنرال جون كلي، ووزير الدفاع، الجنرال جايمس ماتيس، ومستشار الأمن القومي، الجنرال مكماستر، ووزير الخارجية ركس تيليرسون. يقول السيناتور بوب كوركر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، إنه لولا وجود هؤلاء لكان الرئيس «وضعنا على طريق الحرب العالمية الثالثة».

ما هي السياسة التي يريد أعضاء هذه المجموعة، والخط السياسي الذي تمثّله، داخل الكونغرس وخارجه، تحقيقها في الشرق الأوسط، خصوصاً بالنسبة للإتفاق النووي وإيران؟

يرى هؤلاء أنه يجب المحافظة على الإتفاق، وقد توصّلوا بالفعل إلى إقناع الرئيس بتحويله إلى الكونغرس الذي عليه إيجاد الحلّ خلال ستين يوماً من استلامه المهمة. ومن المنتظر أن يقترح الكونغرس بعضَ التعديلات التي قد تتركّز على تقوية شقّ المراقبة في آلية التنفيذ ومسائل ثانوية أخرى تحفظ لترامب ماءَ الوجه.

ولكنّ الإعتراضَ الأقوى على الإتفاق من قبل هذا الخط السياسي تكمن ليس في ما يحتويه الإتفاق بل ما وضع خارجه في المفاوضات ذات الصلة، بالتحديد البرنامج الصاروخي الإيراني من جهة، ومساندة إيران لمليشيات في المنطقة، للحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق و«حزب الله» في سوريا ولبنان من جهة أخرى.

كانت فكرة أوباما في حينه أنّ الإتفاق سيعطي المعتدلين في إيران الغلبة على المتشدّدين ما سيغيّر في النهاية سياسة إيران في المنطقة، ومساندتها للميليشيات المذكورة، ويعيدها بالتالي إلى المجتمع الدولي بشروط المجتمع الدولي. وكان أوباما يخفّف من أهمية التحالف مع العرب، خصوصاً دول الخليج، لصالح إيران بعد انتصار المعتدلين.

يقول أصحاب الخط السياسي المذكور إنّ هذه النظرية فشلت ولن تنجح في المستقبل المنظور. البديل هو في الضغط على إيران للتفاوض، ليس فقط لتصحيح الإتفاق، بل أيضاً، وبالأخص، للتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي، وبشأن دورها في أزمات اليمن، والعراق، وسوريا ولبنان.

هذه الضغوطات قد تأتي من جهات عدة منها الدول الموقّعة على الإتفاق، بما فيها روسيا، وكذلك من خلال زيادة العقوبات الأميركية الموجودة المتعلّقة بالبرنامج الصاروخي الإيراني وبرعاية الإرهاب.

أما سيف ديموقليس المسلط من قبل الولايات المتحدة على موقّعي الإتفاق، ولا سيما البلدان الأوروبية، فهو طبعاً الإنسحاب من الإتفاق النووي وإعادة العقوبات ذات الصلة ما سيُنهي الإتفاق ويؤثر سلباً في هذه الدول التي أصبحت لها مصالح إقتصادية حيويّة مع إيران.

هذا السيف المسلط يشهره ترامب في كل مناسبة مهدِّداً بالإنسحاب من الإتفاق إذا لم يتوصل الكونغرس إلى حلّ يرضيه خلال ستين يوماً. وأخيراً هدّد المرشد الأعلى السيد علي خامنئي بتفجير الإتفاق للضغط في اتجاه معاكس على موقّعي الإتفاق، مستعمِلاً السلاح نفسه.

هذا التأزّم سيسبّب حراكاً ديبلوماسياً مكثّفاً في الأسابيع والأشهر المقبلة من قبل الدول الأوروبية وروسيا، في ظل تهديدات متبادلة بين أميركا وإيران من دون أن تصل الأمور إلى حرب ساخنة لا مصلحة لأيٍّ من الطرفين فيها.

ما سيطاول لبنان بشكل مباشر هو العقوبات التي ستفرضها الإدارة الأميركية على «حزب الله» باعتباره ركناً اساساً في المنظومة الإيرانية، وبالتالي ضمن المواجهة مع إيران.

وبما أنّ الإدارة الأميركية لا تريد، في الوقت ذاته، ضرب الإقتصاد اللبناني، أو النظام المصرفي اللبناني، بقي الكونغرس الأميركي مدة طويلة يبحث، من خلال مناقشات داخلية، ومقابلات مع ممثلي الحكومة اللبنانية وممثلي المصارف اللبنانية، كما فعلت أيضاً الإدارة الأميركية، قبل الوصول أخيراً إلى حلٍّ لهذه المسألة، أي وضع عقوبات جديدة على «حزب الله» لا تؤثر بشكل مباشر وكبير في الإقتصاد اللبناني والمصارف اللبنانية.

بعد هذا المخاض الطويل، تتالت الوثائق والمعلومات عن الحلّ المطروح، كان أوّلها مشروع القانون الصادر في الأسبوع الأول من الشهر الحالي عن مجلس الشيوخ والذي يحدّد أطرَ العقوبات على «حزب الله»، تلاها في الأسبوع الثاني إعلانُ البيت الأبيض عن «استراتيجية الرئيس ترامب الجديدة تجاه إيران»، ثم أعلن بعدها عن مشروع القانون 3329 الذي تتمّ دراسته وإقراره قريباً من قبل مجلس النواب.

أهم ما يمكن استخلاصُه من هذه الوثائق، ومن تصريحات المسؤولين الأميركيّين حول الموضوع، هو أنّ العقوبات الجديدة ستطال الأشخاص والمؤسسات والدول، خارج لبنان، التي تتعامل مع «حزب الله»، إما لجهة تمويله، أو التجنيد لصالحه أو دعمه مادياً، خصوصاً الدول الراعية للإرهاب (ضمناً إيران) وقد تتأثر به أيضاً دول أخرى، لا سيما في أفريقيا الغربية حيث هناك جالية شيعية كبيرة.

وتتضمّن العقوبات الجديدة تقريراً سنوياً حول السلطات، خارج لبنان، التي تسمح باستعمال أراضيها لأنشطة يقوم بها الحزب، بما في ذلك التدريب والتمويل والتجنيد.

أما العقوبات داخل لبنان، فيظهر أنها ستبقى كما كانت من قبل، تطاول أشخاصاً تعتبرهم الإدارة الأميركية متورّطين مع «حزب الله»، ومؤسسات تابعة له، ولا تطاول المصارف اللبنانية ما دامت تلتزم الإجراءات التي جرى الإتفاق عليها.

*
سفير لبنان في واشنطن سابقاً
http://www.aljoumhouria.com/editors/index/330


English summary:

The U.S. Iran Confrontation and the Sanctions on Hizbollah

The declarations of  Donald Trump, during his election campaign and after, that he is going to scuttle the Iran Nuclear Deal were replace by the referral to the Congress of what to do, to be decided within a period of 60 days. The reason for this new approach to the Deal is the accession to power, inside the Administration, of the three generals (John Kelly, the Chief of Staff at the White House, James Mathis, the Secretary of Defense and H.R. McMaster, the National Security Advisor) and the Secretary of State, Rex Tillerson, especially after the forced resignation of Steve Bannon, who had championed the withdrawal of the U.S. from all multi-lateral agreements.

The opinion of this group and their supporters, inside and outside the Congress, is for the U.S. to remain part of the nuclear agreement, but to strengthen it, especially with regard to oversight and extension.  Their main objection to the Deal is not to what it contains but to what it has left outside. Two issues are most important to them in this regard: Restriction and supervision of Iran’s missile program, on the one hand, and the ending of Iran’s involvement in Yemen (the Houthys, Iraq (the Shiite militias), Syria (the Assad regime) and Lebanon (Hezbollah), on the other.

According to this group, Obama’s original idea that the Deal will strengthen the moderates in Iran and change Iran’s policy in the region, and its estrangement in general, has failed and it is time to put the pressure on Iran to come to the negotiating table to resolve the above issues.  The pressure on Iran would include the European countries and Russia who would be, in turn, pressured by the threat of U.S. withdrawal from the Deal, which will endanger the investments that these countries have already made in Iran. Ironically, the Supreme Leader in Iran, Ali Khamenei, has recently threatened to withdraw from the Deal in an attempt to pressure the same countries to support his position. 

The coming weeks will, therefore, witness an unusually active diplomatic activities, especially by Europe and Russia, in a heated atmosphere of mutual threats between the United States and Iran.
Lebanon’s relation to this confrontation will be mainly through the party of Hezbollah. The U.S. will impose sanctions on the party but does not wish to shake up the economy of Lebanon or the banking system, which explains the long time, and intensive discussions, internally and with representative of the Lebanese government and banking system, which characterized the search for a solution to this enigma.

According to the draft decision agreed last week by the Senate setting a framework for the new sanctions on Hezbollah, followed by the Strategy issued by the White House regarding dealing with Iran, and the draft law 3329 before the lower house of Congress, it appears that the solution reached is to impose a dual system of sanctions: First, there will be sanctions on countries, institutions and individuals, outside Lebanon, that support Hezbollah financially, materially or otherwise which will place on the American radar Iran in the first place, and other countries that may have communities sympathetic to Hezbollah. Second, as for sanctions inside Lebanon, it appears that the rules of the game will remain the same as in the past, that is, sanctions on individuals and institutions directly related to Hezbollah that do not affect the banking system as long as the latter continues to implement the agreements reached previously with the U.S. administration.



Tuesday, September 26, 2017

Trump and white supremacy are passing phenomena



Tuesday, September 26, 2017



Trump is a passing phenomenon



In the mid-1800s, there was a mass migration to the United States. Although it included Jews and Muslims, the ire of the Protestant American population fell on the Catholics, the majority of migrants, who came from Ireland, Sicily, Poland and other European countries. In the 1850s a major political party (“the Know Nothing Party,” later named the American Party), was established for the single purpose of resisting the migration and naturalization of Catholics. The Catholic Church was accused of demonic practices and the Catholic migrants of being drunkards and criminals not worthy of citizenship. To many they were the spearhead of a conspiracy to change the religion of the country to Catholicism. Violence erupted here and there and tension persisted between the two communities until World War II, when the common enemy became the heathen communist regime of the Soviet Union.

Then John F. Kennedy, a Catholic, was elected president in 1960. He still had to assure the electorate that his faith would not interfere with his decisions as president. “I am not the Catholic candidate for president. I am the Democratic Party’s candidate for president who also happens to be a Catholic,” he said during his campaign. “I do not speak for my church on public matters – and the church does not speak for me.” Kennedy’s election was heralded as the end of prejudice against Catholics in the United States. Yet, although Catholics have constituted, for some time now, close to a quarter of the American population, no Catholic was elected president since. In fact, almost every president, since independence, has been a white Protestant (Hoover and Nixon were Quakers and Jefferson and Lincoln were of unknown religious belief).

Until 2008, of course, when Barack Obama, the first black president was elected, and Joe Biden, a Catholic, was elected as his vice president. What happened all of a sudden?

It was certainly not that white Americans became racially and religiously more tolerant. It was simply demography. The proportion of the white (and Protestant) population had shrunk drastically during the past several decades.

According to U.S. Census Bureau data, the “non-Hispanic white” population, which accounted for almost 90 percent of the population in 1950, at present accounts for around 60 percent. According to official projections, this percentage will fall to under 50 percent within the next 25 years.
The American religious landscape is changing concurrently. According to the most extensive and recent survey on the subject, undertaken by the Public Religion Research Institute during 2016, only 43 percent of those covered by the 101,438 bilingual interviews identified as white and Christian compared to 81 percent in 1976. The fall under 50 percent seems, coincidentally, to have occurred around 2008, the year Obama was elected.

Together with these demographic changes came, of course, a change in social outlook: a greater tolerance for abortions, for LGBTQ rights, for gay marriage, and for a wider acceptance of a multicultural way of life.

More alarming to many, was that the white population was losing its political hegemony. In the presidential election of 2008 Obama received only 45 percent of the white vote and made it to the presidency. In the 2012 he received 41 percent of the white vote and won. This has never happened in the past.

This is when Trump came on the scene. He promised to reverse the march of history, as I wrote last year (The Daily Star, Dec. 7). He was going to rid America of illegal Hispanic migration, build a wall on the border with Mexico, stop Muslims from entering the United States, and, in return, invite white Europeans to come and settle in the United States. He was going to “make America great again,” which was translated by many of his supporters to “make America white again.” For much of the older white population this meant the return to old family values and the more traditional society that they still remembered.

Trump’s election brought into the open the feelings of the alt-right, the neo-Nazis, the anti-Muslims and other white or religious supremacist groups. At a celebration meeting immediately after the elections, one of the leaders of the alt-right, Richard B. Spencer, put the position of the white supremacists most succinctly: “America,” he said, “was, until last generation, a white country, designed for ourselves and our posterity. It is our creation, it is our inheritance, and it belongs to us.” The choice before the whites, he said, was to “conquer or die.”

What happened in the 2016 presidential election was a clear reflection of this white upheaval. First, the percentage of white voters in the total of voters went against the trend. This percentage had been normally declining by 2 to 3 percentage points between presidential elections, that is, every four years. Thus, in 1996 it was 83 percent; it fell to 81 percent in 2000; to 77 percent in 2004; to 74 percent in 2008 and to 72 percent in 2012. In 2016 it reversed the trend and rose to 74 percent. Second, while, as indicated earlier, the first black president received 41 percent of the white vote for his second term, what seemed to be a record low, Hillary Clinton received only 37 percent. (Of the senior’s vote she received 45 percent.) In spite of all this, she had around 3 million votes more than her opponent, but not enough electoral votes to win.

But the march of history cannot be stopped no matter what Trump does. The “wall” will not be built. Even if it were, it will, at best, slow down the immigration from the south but not stop it altogether. The differential rates of natural increase, between whites and nonwhites, and the comparative youthfulness of the nonwhite population, will take care of the rest.

The fertility of the whites (less than 1.8 children per woman) is considerably lower than that of nonwhites, especially that of Hispanics (2.1 children per woman). This has resulted in a natural increase of whites close to nil, compared with a natural increase of 1.4 percent for Hispanics.
The median 

age of the white population is around 42 years, compared with 32 for blacks and 27 for Hispanics.
An older white population with lower fertility means that the decline in its proportion of the total, and in its political clout, will continue in the foreseeable future, and cannot be reversed.
This does not mean that American society or polity will be better; it only means that it will be different.

While extremism will probably never die, the white supremacists brand of it will soon become a minority in a minority, and will disappear, or be largely marginalized. No significant group would be able to claim that America was made by it and for it exclusively, since America will be a country of minorities, a more balanced multicultural society, at least for the foreseeable future. Populist presidential candidates will continue to exist, as they did throughout American history, but will not be carried to the presidency on the votes of white supremacists as was Trump.

To historians, Trump will probably represent the last gasp of the American white supremacy movement. On the other hand, the election of a black or Catholic (maybe Hispanic) president (one dare think a Jew or even a Muslim) will be a clear possibility, not because prejudice would disappear, but because of the new demographic reality.

Riad Tabbarah is a former ambassador of Lebanon to the United States.

A version of this article appeared in the print edition of The Daily Star on September 26, 2017, on page 7.