English summary at end of Article
عندما
كانت أميركا صديقة العرب[1]
رياض
طباره[2]
بدأت
العلاقة بين أميركا والعرب منذ انتزعت أميركا استقلالها من انجلترا سنة 1776. كانت
السفن الاميركية التجارية تعبر المحيط والبحر المتوسط الى تركيا العثمانية للتجارة بما في ذلك مبادلة شراب الرم الاميركي
بالافيون التركي الذي كانت تعيد بيعه في شرق آسيا خاصة للصين. غير أن مدن شمال
إفريقيا، بالتحديد الجزائر وتونس وطرابلس، كانت تطلب من السفن التي تمر قبالتها
دفع خوة، ما سبب حروباً سميت بحروب البربر (Barbary Wars) دامت بشكل
متقطع لاكثرمن عشر سنوات انتهت سنة 1816 بايقاف دفع الخوات وتثبيت حرية تنقل السفن
التجارية الاميركية الى تركيا. منذ ذلك الحين أصبحت العلاقة مع الدولة العثمانية
والمشرق العربي علاقة صداقة رسمية وشعبية أسس لها التبشيريون وانطبعت بنظرة
رومانسية[3]
تجاه العرب والمشرق العربي دامت بشكل اوبآخر حتى نهاية الحرب العالمية
الثانية.
التبشير
كان
هناك همٌّ آخر للأميركيين غير التجارة، خاصة أهل انجلترا الجديدة، ألا وهو التبشير
بالبروتستانتية الصحيحة، بروتستانتية الطهرانيين الأميركيين، ونشرها في كل أنحاء
العالم. وأسسوا سنة 1810 "مجلس
المفوضين للبعثات الخارجية"، الذي بدأ بعد تأسيسه بسنتين بإرسال بعثات تبشيرية
الى آسيا، إضافة الى بعض مناطق الهنود الحمر في أميركا نفسها. وبعد أن هدأت الأمور
بانتهاء "حرب البربر"، أرسل المجلس أول بعثة الى الشرق الأوسط سنة 1819
مؤلفة من شابين لم يكن قد تجاوزا الخامسة والعشرين من العمر هما ليـﭭاي ﭘارسونز وبلايني
فيسك.
كانت
هذه البعثة هي الأهم دينياً للمبشرين البروتستانت الأميركيين. ففي خطاب ألقاه قبل
الشروع برحلته أمام مجموعة من المؤمنين في "الكنيسة القديمة" في بوسطن،
حيث كان قد انطلق حرب استقلال أميركا من الانجليز، شرح بارسونز الهدف السامي
للرحلة. "إنّ الذين علمونا الطريق الى الخلاص هم اليهود" ... أكد
بارسونز "والذي يتشفع لكم اليوم أمام عرش الله ... هو يهودي". وأضاف
بأنه من الضروري للمسيحيين أن يسعوا لإعادة اليهود الى حكم فلسطين وطنهم التوراتي
ووطن أجدادهم مما سيحقق الشرط الرئيسي لعودة السيد المسيح وعندها سيرى الجميع
النور القدس، ليس فقط اليهود بل أيضاً المسيحيون الضالون والمسلمون. أما كيف سيتحقق
هذا الهدف فليس من خلال الحروب بل من خلال الإقناع السلمي. فالمبشرون البروتستانت
سيصلون الى القدس ويقومون بأعمال مذهلة في طهارتها واستقامتها تجعل اليهود يعودون
الى هذه البلاد القليلة السكان ليتقبلوا المجيء الثاني. فانفجر المؤمنون بالبكاء.
وصل
المبشران بارسونز وفيسك الى سميرنا (أزمير) عن طريق مالطا في الشهر الأول من سنة
1820. وبعد سنة تقريباً قضياها في تعلم لغات المنطقة، ذهب بارسونز الى القدس حيث
وزع كتباً تبشيرية بعدة لغات ولكنه بعد أربعة أشهر من العمل الدؤوب لم ينجح في
إقناع أحد باعتناق البروتستانتية فعاد الى سميرنا عن طريق البحر وواجه قراصنة في
طريقه وعانى من المرض فقصد الاسكندرية للطبابة مع رفيقه فيسك وتوفي فيها سنة 1823
أي بعد سنتين فقط من وصوله الى المشرق، وكان لم يبلغ بعد الثلاثين من العمر. أما
صديقه فيسك فواجه الإحباط نفسه واعتُقل في القدس لأنه كان يوزع كتبه المقدسة
للمهاجرين الأرمن التي اعتبرها القاضي ليست كتباً إسلامية أو يهودية أو مسيحية ولم
ينج من السجن إلا بعد أن توسط له قنصلا الانجليز في يافا وبيروت. وفي لبنان واجه
المبشرون الأميركيون الإحباط نفسه إذ حاربتهم الكنائس المسيحية ومنعتهم السلطات من
التبشير للمسلمين. عندها أعيد النظر في الاستراتيجية المتبعة وتحول جهد المبشرين
الى التعليم فأسس فيسك أول مدرسة سنة 1823 تبعها بعد ذلك عدد لا يستهان به من
المدارس وتوفي في بيروت سنة 1825. وبحلول الستينيات من
ذلك القرن كان قد أصبح هناك أكثر من 150 مبشر بروتستانتي في المشرق تبنت غالبيتهم
الساحقة الاستراتيجية الجديدة التي أسس لها فيسك أي نشر التعليم. ورغم أنّ تلك
السنين شهدت حرباً أهلية دامية في أميركا، كثّف هؤلاء أنشطتهم في بناء المدارس
والكليات والجامعات أولها روبرتس كوليدج في تركيا سنة 1863 وأهمها الكلية
البروتستانتية السورية سنة 1866 التي أصبحت لاحقاً الجامعة الأميركية في بيروت.
فكرة
إنشاء الكلية كانت للمبشر دانيال بلس الذي كان ورفاقه قد تخلوا نهائياً عن الهدف
الديني للبعثة وتبنوا الهدف التربوي. في تلك الأوقات العصيبة في أميركا، أي خلال
الحرب الاهلية هناك، استطاع بلس أن يجمع مئة ألف دولار اشترى فيها أرضاً في مكان
ناءٍ من بيروت ووضع حجر الأساس لبناء الكلية سنة 1866. وأعلن أنّ "أي انسان
أكان أبيضاً أو أسوداً أو أصفراً، مسيحياً أو مسلماً أو وثنياً باستطاعته أن يدخل
الكلية ويتمتع بكل ميزات هذه المؤسسة ... وأن يتخرج مؤمناً بالله أو غير
مؤمن".
يقول
سمير خلف في كتابه المرجع "المبشرون البروتستانت في المشرق"[4]
(بالانجليزية) الذي نشر حديثاً: "بعد أن فشلوا في تحويل ]الناس الى دينهم [ تخلوا عن مدارس اللاهوت وعن خططهم لتدريب
قسس للكنيسة وتحولوا الى إنشاء كليات وجامعات علمانية للتعليم العالي. وكان لديهم
التعقل والبصيرة لتبني نظام التعلم الليبرالي ... الذي يحتوي على برامج التوعية،
والمدرسة الداخلية، والثقافة الشعبية، والرياضة بالهواء الطلق، وما هو أهم من ذلك
كله إنشاء المؤسسات لتعليم البنات".
الرومانسية
جاءَت
الأخبار من المبشرين والسواح الأميركيين الذين توافدوا معهم الى الشرق الأوسط
ايجابية الى حد كبير لم تغب عنها النظرة الرومانسية الى سحر المشرق العربي. في هذه
الأثناء كان الكاتب والدبلوماسي الأميركي المعروف، واشنطن ارفنغ، في أسبانيا التي
بقي فيها لمدة طويلة تعرّف خلالها الى تاريخ الأندلس وأعجب بالثقافة العربية فكتب
أول كتاب لأميركي حول تلك الحقبة بعنوان "قصص الحمراء" إشارة الى القصر
العربي الشهير في غرناطة. احتوى الكتاب على قصص حقيقية وخيالية عن أسبانيا تحت
الحكم الإسلامي ونُشر سنة 1832. يعتبر بعض الكتّاب أنّ قصص ارفنغ كتبت بأسلوب
استشراقي، بالمعنى السلبي الذي
أعطاه ادوارد سعيد لهذا المفهوم، ولكن ما يهمنا هو أنه عرّف الأميركيين بالحضارة
العربية وأسس للفكرة الرومانسية لديهم عن العرب، كما أنه دفع آخرين الى الكتابة
عنهم بالأسلوب الرومانسي نفسه أمثال اسكندر بوشكين، أشهر شعراء الروس من العهد
الرومانسي، الذي اقتبس سنة 1834 من كتاب ارفنغ قصيدته الخالدة بعنوان "قصة
الديك الذهبي الصغير" التي بدورها ألهمت
فلاديمير بلسكي،
كاتب نص الأوبرا "الديك الذهبي الصغير،Golden
Cockerel) (The (Le
coq d’or)لريمسكي
كورساكوف التي عرضت للمرة الاولى في موسكو سنة 1909.
وتوالت
الكتب والفعاليات بالاتجاه نفسه داخل الولايات المتحدة. ففي سنة 1893 مثلاً أقيم
أول معرض كبير في شيكاغو الذي أسس لفكرة المعارض الكبيرة في المدن الأميركية.
وبحسب وثائق مكتبة الكونغرس فإنّ العرض المسمى "شارع في القاهرة" من ضمن
المعرض، حيث أديت لأول مرة رقصات عربية، كان الأكثر شعبية بين العروض حضره مليوني
مشاهد. وفي سنة 1921 وصلت الرومانسية العربية في أميركا الى أوجَها بعد عرض فيلم
"الشيخ" من بطولة رودولف فالنتينو الذي أصبح معشوق النساء الأميركيات
بعمامته البيضاء وحصانه الأبيض. تبع
ذلك سلسلة أفلام في الاتجاه نفسه حتى
فيلم "الملك رتشارد والصليبيين سنة 1954 حيث ظهر صلاح الدين كشخص جليل وأكثر
إنسانية من ريتشارد.
وما
ساعد على نشر هذه الصورة الإيجابية عن العرب وصول المهاجرين من الشرق الأوسط الى
أميركا بأعداد كبيرة بلغت حوالي المئة ألف بين سنتي 1880 و1914، غالبيتهم الساحقة
من المسيحيين اللبنانيين الذين كدّوا في أعمالهم، خاصة في بيع الخردوات على الكشه
في كل المناطق الأميركية،
ما نال إعجاب الفكر البروتستانتي الاميركي،
أو أسسوا النوادي الثقافية وعرّفوا الأميركيين على ثقافة بلادهم أمثال نجيب
الريحاني وجبران خليل جبران. وفي سنة 1923 نشر جبران كتابه "النبي" الذي
انتشر بين الأميركيين بسرعة غير مسبوقة وزاد، بأسلوبه الرومانسي، نظرة الأميركيين
الرومانسية الى العرب.
المرحلة
الانتقالية
بدأت
الأمور تتغير في نهاية القرن التاسع عشر ولكنها بقيت بشكل عام لصالح العرب حتى
نهاية الحرب العالمية الثانية. ففي سنة 1909 أنشأت وزارة الخارجية الأميركية قسم
الشرق الأدنى الذي طغى عليه منذ بدايته ما سمّي بالعروبيين (The
Arabists)، قسم كبير منهم من
أبناء وأحفاد التبشيريين.
هناك
مفصلين أساسيين في هذا التحول: اكتشاف ألنفط في الخليج العربي، وصعود
اللوبي الاسرائيلي في أميركا.
أولاً:
النفط
عندما
اكتُشف البترول العربي في الثلاثينات من القرن الماضي كانت أميركا قد بدأت باختراق
النفوذ البريطاني في دول الخليج العربي بدايةً بالتبادل الدبلوماسي مع المملكة
العربية السعودية سنة 1933، أي بعد سنة واحدة من انشاء المملكة، ومن ثمّ الحصول
على امتياز التنقيب في أراضيها واكتشاف أكبر احتياطي من البترول في العالم فيها.
وبعد الحرب العالمية الثانية ضعف نفوذ انجلترا في المنطقة الى حد كبير وبدأ دورها
ككفيلة لتدفق البترول العربي والإيراني الى أوروبا يتلاشى. إلا أنّ نهاية هذا
الدور جاءَت مع انتفاضة رئيس وزراء ايران في حينه محمد مصدق الذي أمم شركة البترول
الانجليزية (المسماة البريطانية الإيرانية) سنة 1951. حّركت انجلترا جيشها
وأسطولها في المنطقة ولكن ذلك لم يثن مصدق. ولم تستطع انجلترا التخلص منه إلا بعد
أن تدخلت إدارة الرئيس أيزنهاور بشخص وزير خارجيتها جون فوستر دالاس الذي وجه
وكالة الاستخبارات الأميركية برئاسة شقيقه ألن دالاس لترتيب انقلاب عليه فاعتُقل
ونُفي الى قريته حيث وُضع تحت الاقامة الجبرية الى أن توفي في العام 1967 واستلم
رئاسة الوزراء قائد الانقلاب فضل الله زاهدي الذي نصبته وكالة الاستخبارات فأعاد
الأمور الى ما كانت عليه مع شركة البترول الآنفة الذكر. ومنذ ذلك الحين سلمت
أوروبا، وبالتالي دول شرق آسيا، أميركا مهمة حماية تدفق البترول إليها الذي كان قد
أصبح لربما العامل الأكثر حيوية في اقتصاداتها.
وضعت
أميركا خطاً أحمر لكل من يتلاعب أو يهدد بالتلاعب بتدفق البترول من الخليج نحو
أوروبا وأميركا وشرق آسيا. فعندما
قام صدام حسين مثلاً بالدوس على الخط الأحمر في غزوته للكويت سنة 1990 حشدت
الولايات المتحدة خلال سبعة أشهر ما يقارب الستمئة ألف مقاتل اضافة الى حوالي 200
ألف جندي من 18 دولة حليفة فأخرجت صدام من الكويت وظلت تحاصره عسكرياً واقتصادياً
الى أن نالت منه كما هو معروف.
ثانياً:
ألحركة الصهيونية.
بدأت
الحركة الصهيونية المعاصرة كما هو معروف مع المؤتمر الصهيوني الأول في بازل في
ألمانيا سنة 1897 بقيادة ثيودور هرتزل وتركزت في بدايتها في أوروبا بخاصة في
أنجلترا حيث لقيت، بمعاونة يهود أوروبيين أمثال عائلة روتشايلد نجاحات دبلوماسية كبيرة
لربما أهمها رسالة بالفور وزير خارجية انجلترا الى البارون وولتر روتشايلد سنة
1917 التي أعلن فيها تأييد انجلترا إقامة دولة يهودية في فلسطين. كما قررت عصبة
الامم سنة 1922 وضع فلسطين تحت الانتداب الانجليزي.
أميركا
الرسمية والشعبية بغالبيتها لم تكن مؤيدة للتحركات الأوروبية تجاه المنطقة
العربية. الرئيس ويلسون أرسل بعثة كينغ- كراين الى الشرق الأوسط سنة 1919 لتقييم
الأمور وعادت بتقرير يحذر الرئيس الأميركي من أنّ إنشاء دولة يهودية في فلسطين
سيجر أميركا الى حرب في الشرق الأوسط وأنه من الضروري أن يُسأل الشعب هناك عن رأيه
في هذا الخصوص مذكراً أنّ الشعور المعادي للصهيونية منتشر بشكل كبير في فلسطين
وسوريا وأنّ اليهود لا يشكلون سوى 10 بالمئة من سكان فلسطين.
وفي
نهايات الحرب العالمية الثانية ذهب الرئيس فرانكلين روزفلت، مباشرة بعد اجتماع
يالطا الشهير الذي جمعه مع تشرشل وستالين، للقاء العاهل السعودي الملك عبد العزيز
آل سعود، بداية لاقناعه بإنشاء دولة يهودية في فلسطين بحسب وعد بلفور ولكن نهاية
باقتناعه هو بعدم أحقية إنشاء مثل هذه الدولة إذ وعد روزفلت العاهل السعودي بأنّ
أميركا لن تتخذ أي موقف دون استشارة العاهل السعودي نفسه وكذلك القيادات العربية
الاخرى.
التحول
الكبير بدأ في عهد الرئيس هاري ترومان الذي كان أكثر الرؤساء الأميركيين حساسية
للخسارة والربح في الأصوات الانتخابية لأي قرار يتخذه بصرف النظر عن أخلاقيته
ونتائجه على أميركا. فعندما احتدم النقاش حول موقف أميركا من إنشاء دولة اسرائيل
كانت وزارة الخارجية الأميركية معارضة لإنشائها وكان وزير الخارجية، الجنرال جورج
مارشال، الذي كان ترومان يحترمه أشد احترام، ينبه ترومان بشدة الى أنّ إنشاء دولة
اسرائيل سيسبب حروباً تدوم سنين طويلة، ولكن حسابات ترومان الانتخابية، بشكل
رئيسي، دفعته الى دعم تقسيم فلسطين. على سبيل المثال، عندما زاره أربعة رؤساء
بعثات عربية للأمم المتحدة لشرح عدم أحقية تقسيم فلسطين كان جواب ترومان حرفياً:
"أنا آسف أيها السادة، ولكن عليّ أن أستجيب لمئات الألوف المتلهفين لنجاح
الصهيونية وليس لديّ مئات الألوف من العرب بين جمهوري من الناخبين".
النهاية
إنشاء
إسرائيل سنة 1948 بمساعدة الولايات المتحدة، التي كانت قد أصبحت القوة العالمية
الأولى، نقل تركيز الحركة من أوروبا الى أميركا فأنشأ اليهود الأميركيون مؤسسة
اللوبي الإسرائيلي الكبرى "إيباك" سنة 1951 لتصبح بعد أقل من عقد من
الزمن أحد أقوى اللوبيات العاملة مع الكونغرس والإدارة الأميركية لدرجة أنه أصبح
اليوم من الصعب على الكثير من أعضاء المجلس النيابي الأميركي ومجلس الشيوخ النجاح
بالانتخابات دون المساندة بالمال وبالأصوات الانتخابية التي يوفرها اللوبي الإسرائيلي.
كان لا بد
للوبي الاسرائيلي لاكمال مهمته من تغيير الصورة الرومانسية للعرب. ما ساعده على
ذلك سيطرة اليهود الاميركيين على الكثير من وسائل الاعلام الكبرى وخاصة سيطرتهم
على إنتاج الافلام في هوليوود. تغيرت خلال
الخمسينات من القرن الماضي صورة العربي في السينما بشكل جذري، فرودولف فالنتينو
الوسيم، بعمامته البيضاء وحصانه الابيض، استُبدل بالعربي الشرير المعكوف الانف
بعبائته السوداء وحصانه الاسود. وعلى سبيل المثال، ففي فيلم "أغنية
الصحراء" الذي عرض سنة 1929 كان العرب فيه أناساً طيبين يساعدون الفرنسيين
الطيبين على محاربة الفرنسيين الشريرين، ولكن عندما أعيد إنتاج الفيلم سنة 1953 ظهر العرب أناساً فوضويين وغير مهذبين
ومتناحرين واحدهم مؤيد للنازية.[5]
واصبحت صورة العربي في هوليوود في الثمانينيات، كما يقول سيدني هاريس، أحد كبار
نقاد المسرح والسينما ألاميركيين، "أسطورية
كما كانت صورة اليهودي من قبل إذ أصبح بعباءته وكفيته شريراً خطير متورط بشكل
أساسي في اختطاف الطائرات وفي تفجير المباني." بالمقابل اصطلح أنف اليهودي المعكوف في أفلام
هوليوود ما قبل الخمسينات وتحول من مراب يستغل المحتاجين الى بطل يدافع عن وطنه
بيد ويحول الصحراء الى حدائق باليد الاخرى. وعادت الى الواجهة فكرة المبشرين الطهرانيين
الاولين بانه من الضروري دينياً أن يعود اليهود الى فلسطين وينشئوا دولتهم فيها ليتلقوا عودة السيد المسيح،
وترعرعت بالتالي حركة "المسيحيين الصهاينة"، كما يسمون أنفسهم، ما عزز
المساندة الشعبية لاسرائيل.
وهكذا
انتهى شهر العسل بين العرب وأميركا الرسمية والشعبية الذي دام حوالي القرن ونصف
القرن وأصبحت سياسة أميركا تجاه "المشرق العربي" مبنية على ركيزتين
استراتيجيتين منذ ستينات القرن الماضي: حماية النفط بتكليف من الدول الاوروبية
والشرق أسيوية بشكل خاص وحماية إسرائيل باشراف ومراقبة اللوبي الاسرائيلي. الركيزة
الاولى تساندها داخليا شركات النفط ذات النفوذ السياسي الكبير إضافة الى حاجة
أميركا لنفط الخليج، والثانية يساندها رأي عام أميركي يتغذى بشكل متواصل من أفلام
سينمائية وبرامج تلفزيونية مساندة، أي ألمصدرين الاساسيين لمعلومات الاميركي
العادي عن العالم الخارجي.
[1] نشرت مع بعض الاختصار في صحيفة
السفير في 13و14 آذار/مارس 2014
[4] Samir Khalaf> 2012. Protestant Missionaries in the Levant: Ungodly
Puritans, 1820-1860. Routledge. p. xiv
When America was
the Friend of the Arabs
America’s first encounter with the Arabs after its
independence was in the form of the Barabary Wars caused by the levies imposed
by cities in North Africa (Algiers, Tunis and Tripoli) on American ships
passing in the area en route to Turkey for commerce. These wars lasted about 10
years and ended with the imposition of safe trade routes by the Americans in
1816.
Trade was quickly followed by protestant missionaries, led
originally by Levi Parsons and Plyni Fisk in 1819 followed by other waves of
New England Puritans. The original aim of the missionaries was to establish a
station in Jerusalem and convert the “nominal Christians,” as well as
Mohammedans and Jews, but the early missionaries faced such an arduous task
that they eventually changed their plans to the establishment of liberal
education institutions for the natives which culminated in the establishment of
the Syrian Protestant College in Beirut in 1866, later became the American
University of Beirut. These missionaries transmitted to the Americans a
positive and romantic picture of the Arabs, and their children became
eventually the mainstay of the “Arabists” in the State Department. This romantic
view of the Arabs was reinforced by Hollywood with such movies as “the Sheikh” starring
Rudolph Valentino who quickly became the romantic idol of American women.
The establishment of Israel and the transfer of the main
force of the Israel lobby from the UK and Europe to the United States, which
had become a super power after World War II, changed all that during the 1950s.
Even Hollywood changed camps. Valentino the handsome Arab with his white robes
and white horse was gradually replaced by the ugly Arab in black robes on a
black horse who cannot be trusted. In the movie “Desert Song” of 1929 for
example the Arabs were good people helping the good French against the bad
French. But in the 1953 version of the same film they became bad and
undisciplined, one of them supporting the Nazis. The old Jew who was depicted
in early Hollywood movies as usurer money lender became the hero defending his
country Israel with one hand and making the desert bloom with the other while
the Arab became a terrorist blowing up airplanes.
American policy in the Middle East became based on two
pillars: protecting the oil and protecting Israel. With it the honeymoon
between the Americans and the Arabs, which lasted one and half centuries, came to
an end.
<script>
(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){
(i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o),
m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m)
})(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga');
ga('create', 'UA-52552057-1', 'auto');
ga('send', 'pageview');
</script>
<script>
(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){
(i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o),
m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m)
})(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga');
ga('create', 'UA-52552057-1', 'auto');
ga('send', 'pageview');
</script>
Excellent article, well researched and a good read. How about the British relationship with the Arabs?
ReplyDeleteThanks. The British relationship was dominated by colonialism ending with the Balfour declaration and the creation of Israel. But it has been researched adequately. The American relationship with the Arabs is little known thus my article.
ReplyDelete