English summary at end of lecture
المفاوضات
الاميركية الايرانية وتداعياتها على الازمة السورية والمنطقة[1]
رياض
طباره
عندما وقّعت مجموعة الخمسة
زائد واحد مع إيران، في تشرين الثاني من السنة الماضية، اتفاقاً مرحلياً Interim agreement) ) حول برنامج ايران النووي، سمّته الواشنطن بوست في حينه
"اتفاقاً تاريخياً"، حصلت موجة تفاؤل كبيرة لدى الفريقين وفي الصحافة
الدولية خاصة وإنّ أميركا وايران لم توقعا أي اتفاق بينهما لأكثر من 34 سنة.
الاتفاق المرحلي، بشكل عام، يقيِّد عمل إيران في مجال الطاقة النووية بالتزامن مع
نظام تفتيش دولي غير مسبوق من جهة، ويسمح بتحرير قسم صغير من أموال إيران المجمدة
في الغرب –أميركا بشكل خاص- من جهة أخرى. اعتبرت الجهتان أنّ هذا الاتفاق المرحلي
يشكل خطوة أولى وهامة لكسر الجليد بين الفريقين بهدف الوصول الى اتفاق نهائي كان
من المأمول أن يتم توقيعه في 20 تموز القادم أي بعد حوالي خمسة أسابيع.
اليوم وبعد انتهاء الجولة
الرابعة من المفاوضات، ومازالت هناك الكثير من العقبات العصيّة على التذليل، خف
الشعور بالنشوة كثيراً وأصبح هناك حتى من يشكك بنجاح العملية التفاوضية برمّتها.
فبعد الجولة الأخيرة التي جرت في فيينا ما بين 13 و16 أيار الماضي، تبين من
تصريحات أعضاء في فريقي المفاوضات أنّ الخلافات مازالت كبيرة وأنّ الجهتين قلقتين
من بطء سير المحادثات بينهما. ففي خطاب الرئيس أوباما أمام خريجي الكلية الحربية مؤخراً
اعترف بأنّ "حظوظ النجاح ما زالت قليلة". ويتجه الفريقان الى تمديد أجل
المفاوضات ستة أشهر إضافية.
ماذا حصل خلال الستة أشهر
الماضية حتى تبدلت الأمور الى هذا الحد؟
السبب الأول هو أنّ الاتفاق
المرحلي الذي وقّعه الطرفان لم يكن سوى اطار للمفاوضات مليء بالعبارات القابلة
للتفسير بطرق مختلفة ما أعطى الشيطان الذي يكمن عادة في التفاصيل موقعه. فالخلافات
التقنية ــــــ مصير مفاعل آراك، عدد أجهزة الطرد النووية وغيرهاـــــــ ما زالت
كبيرة. ولكن السبب الأهم لا يكمن في التفاصيل هنا، فالشيطان في هذه الحال يكمن في
الصورة الكبرى للأمور أكثر مما يكمن في التفاصيل. فالاتفاق المرحلي، الذي أخذ سنة
كاملة من المفاوضات السرية الأميركية الإيرانية، التي ابتدأت بالفعل منذ أيام
أحمدي نجاد، كان اتفاقاً بين أوباما والبيت الأبيض من جهة وبين الرئيس روحاني
والمعتدلين برعاية الولي الفقيه من جهة أخرى. ولكن عندما خرجت المفاوضات الى العلن
دخل فيها من الجهتين أفرقاء إما يريدون تشديد
العقوبات إما يعتبرون الاتفاق كما جاء هو لغير صالحهم.
من الجهة الأميركية أول
الداخلين على الخط كان الكونغرس الأميركي بدفع من اللوبي الإسرائيلي. فبعد توقيع
الاتفاق المرحلي مباشرة قام أعضاءٌ في الكونغرس الأميركي بتحضير مشروع لزيادة
العقوبات على إيران. جنّد أوباما كل قواه لإيقاف المشروع ونجح في النهاية بعد أن أعطي
المعترضون في الكونغرس وعداً بأنّ مشروعاً لزيادة العقوبات سيكون حاضراً إذا فشلت
المفاوضات ولم تصل الى نتائجها التي يريدها الكونغرس واللوبي الإسرائيلي. كما وعد
أوباما الكونغرس بالرجوع إليه بالأمور الحرجة.
كذلك دخلت اسرائيل بقوة على
خط المفاوضات ليس فقط من خلال اللوبي الإسرائيلي في أميركا بل مباشرة مع البيت
الأبيض. أول تصريح لنتنياهو بعد توقيع الاتفاق المرحلي كان شرساً للغاية إذ اعتبر
أنّ أميركا، بفعلتها هذه، تشرعن إيران وتعيدها الى المجتمع الدولي دون مقابل
ناعتاً الاتفاق "بالخطأ التاريخي". ما تريده إسرائيل هو إنهاء البرنامج
النووي الإيراني بأكمله وليس تخفيضه أو جعل المسافة بينه وبين القنبلة النووية
ثلاث أو خمس سنوات كما أشيع كهدف للمفاوضات تمّ تداوله في حينه. وقد أعطى نتنياهو
مؤخراً أوامره للجيش الإسرائيلي بتحضير خطة لضرب القدرة النووية الايرانية خلال
السنة الحالية خصص لها عشرة مليارات شيكل أي ما يقارب 3 مليارات دولار. تكثفت الاتصالات
بين أميركا واسرائيل فحصلت في هذا الاطار زيارة نتنياهو الى البيت الابيض في آذار
الماضي ثم زيارة وزير الدفاع الاميركي تشاك هايغل الى أسرائيل في أيار انتهت كلها
بوعود من أوباما وأدارته بأن اميركا ستستشير إسرائيل في كل الأمور الحرجة في
المفاوضات وخاصة قبل الوصول الى الحل النهائي للبرنامج النووي الإيراني.
وفي الوقت ذاته توترت
العلاقات بين المملكة العربية السعودية وأميركا بسبب سرية المفاوضات وقلق
السعوديين من الاتفاق الذي سينتج عن هذه المفاوضات. الموقف السعودي هو أنّ رجوع
إيران الى المجتمع الدولي يجب أن يتم بشروط المجتمع الدولي وليس بشروط إيران.
بمعنى آخر، فالسعوديون، وكثر آخرون من الدول المعنية بالمفاوضات، يريدون ألا يتوقف
الاتفاق النهائي عند التأكد من أنّ البرنامج النووي الإيراني قد أصبح سلمياً بل
يجب أن يشمل الاتفاق الاختراقات الإيرانية الأمنية للعالم العربي من خلال مجموعات
مسلحة تشمل حزب الله والحوثيين ومجموعات شيعية في البحرين والعراق وغيرهما، إضافة
الى وقف المساندة للنظام السوري الحالي في حربه مع المعارضة. ويخاف السعوديون من
أن يقوم أوباما بحل قضية البرنامج النووي الإيراني ويترك الأمور الأخرى جانباً كما
فعل بالنسبة للحرب في سوريا حيث اكتفى بالحصول على تعهد سوري روسي بإزالة الترسانة
الكيماوية وترك الحرب تأخذ مجراها. تكثفت زيارات المسؤولين الأميركيين الى المملكة
العربية السعودية بما في ذلك زيارة أوباما نفسه في أواخر آذار الماضي ما أعاد
للعلاقات بعضاً من حرارتها التقليدية.
وطبعاً وعد الأميركيون السعوديين
بأن يبقوا الاستشارات مع المملكة مفتوحة طوال مدة المفاوضات والأخذ بالإعتبار
مطالب المملكة في الاتفاق النهائي. وبالفعل بدأت تظهر بعض التصريحات الرسمية
الأميركية بأنّ الاتفاق النهائي يجب ان يتطرق ليس فقط للسلاح النووي الإيراني
المحتمل الى أمور أخرى تتعلق باستقرار المنطقة رغم اعتراض الجانب الإيراني على ذلك،
كان آخرها تصريح الجانت الاميركي بعد المحادثات الثنائية التي جرت منذ يومين بأن
العلاقات بين البلدين لن تكون طبيعية حتى لو حصل اتفاق على البرنامج النووي
الايراني لان الكثير من القضايا ما زالت موضع خلاف بين البلدين مثل سوريا وحزب
الله والارهاب وحقوق الانسان وغيرها وهو ما يجعل عودة العلاقات بين البلدين غير
وارد حالياً.
مما لا شك فيه هو أن الرئيس
روحاني لديه رغبة كبيرة في أن تصل المفاوضات الى تفاهم مع أميركا والغرب حول
برنامج إيران النووي وأن يتم رفع العقوبات عن إيران ليتحسن اقتصادها الذي أصبح في
دائرة الخطر، فهذا هو من اهم مطالب الشعب الايراني حالياً. أوباما من جهته يريد أن
يصل الى نتيجة إيجابية أيضاً وإعلان نجاح يفتقده في سياسته الخارجية فالمساندة
الشعبية لسياساته بشكل عام انخفضت نسبتها الى 44 بالمئة والمساندة الشعبية لسياسته
الخارجية بالذات وصلت الى 33 بالمئة. ولكن وراء كل من روحاني وأوباما معارضة شرسة
تشده الى جهتها وتحاول إبعاده عن الآخر ما عقّد المفاوضات التي كما ذكرنا قد تتمدد
ستة أشهر إضافية ولربما أكثر في محاولة لانقاذها.
في هذه الاجواء ما هي التداعيات المنتظرة لهذه
المفاوضات على الازمة السورية والمنطقة؟
من المعروف أن إيران،
بمساندة روسيا، تحاول جاهدة لابقاء النظام أو الوصول الى نظام مشابه يحفظ لها
ولروسيا مصالحهما في المنطقة. بالمقابل فاميركا ترغب بتغيير النظام ولكنها في
الوقت عينه ليس لديها نظام بديل ولذا فهي تسعى الى الابقاء على الستاتيكو على
الارض حتى إيجاد البديل ولا تسمح بانهيار أي من الفريقين المتنازعين، وهي، على كل
حال، تعتبر أن القتال الجاري يشكل استنزافاً لكل أعدائها مجتمعين. فالقتال بين داعش والنصرة أو بين حزب الله
والإسلاميين هو بنظرها قتال بين إرهابيين من القاعدة وخارجها. من جهة أخرى فإنّ
تورط إيران مالياً وعسكرياً في الحرب السورية يمثل دفعاً مجانياً للعقوبات
الأميركية على إيران. وتورط روسيا في النزاع السوري يضعفها مالياً واستراتيجياً
ولربما يخفف من إمكانية تدخلها في منطقة أوراسيا الساخنة والمهمة بالنسبة لأميركا
والاتحاد الأوروبي. أما عشرات الألوف من القتلى والجرحى الذين سيسقطون خلال سياسة
الاستنزاف هذه فلا يؤتى على ذكرهم في تقييم نتائج هذه السياسة.
هناك برأي ثلاثة سيناريوات
بالنسبة لتداعيات المفاوضات على الازمة السورية وبالتالي على المنطقة وبالاخص على دول الجوار وبالاخص أيضاً
على لبنان والعراق والاردن.
السيناريو الاول هو أن تطول
المفاوضات كما يتوقع كثيرون ولا تصل الى نتيجة حاسمة في المستقبل القريب فتطول
معها الازمة السورية. وقد تتغير التوازنات على الارض دون أن تكون غلبة لجهة ما الى
أن يحزم المجتمع الدولي أمره ويجد نهاية للحرب القائمة.
السيناريو الثاني هو أن
يحصل اتفاق على البرنامج النووي الايراني على النسق الذي اتبعته أميركا بالنسبة
للمخزون الكيميائي السوري فتترك الازمة السورية تتفاعل وتأخذ مداها الى أن تصل الى
نهاياتها باتفاق دولي.
السيناريو الثالث هو أن
يحصل اتفاق واسع يشمل الازمة السورية والمجموعات المسلحة المتعاطفة مع إيران
وتطبيع العلاقات الايرانية مع دول الخليج والجوار العربي وفي هذه الحال ستخف
التوترات في المنطقة وتسوى العديد من المشكلات التي تعانيها وتنطلق عجلة الاقتصاد
بالنسبة لايران والدول الاخرى. غير أن اتفاقاً كهذا، إذا افترضناه ممكناً، يتطلب
وقتاً طويلاً من المفاوضات ما يعني أن هذه النهاية السعيدة لا تبدو هي الاخرى
قابلة للتحقيق في المستقبل القريب ما يجعل الازمة السورية تطول حتى في هذه الحال
وكذلك تداعياتها على صعيد دول الجوار و على صعيد المنطقة ككل.
على كل حال، ودون أن أقصد
أن أكون أكثر تشاؤماً مما سبق، فاميركا وإيران إذا اتفقتا على إنهاء الحرب في
سوريا، فهما لا يمونان على كل الافرقاء الفاعلين والاقوياء على الارض. فالنصرة
تتبع الظواهري وداعش تتبع البغدادي والمقاتلوين المتطرفون الآخرون كل يعمل على
حسابه ومنهم من يمتد نفوذه، بالاخص داعش، على مناطق واسعة تضم أقساماً كبيرة من
سوريا اليوم إضافة الى قسم لا يستهان به من العراق وهي تبيع البترول السوري في
الاسواق الدولية. من سيأمر هؤلاء بالتوقف عن القتال؟
منذ يومين حصلت مقابلة للاخضر
الابراهيمي مع صحيفة در شبيغل الالمانية. سألت المراسلة: "كيف برأيك ستكون
النهاية في سوريا؟" أجاب:" سوريا ستصبح صوماليا ثانية. لن تكون مقسمة،
كما تنبأ البعض. ستكون دولة فاشلة مع أمراء حرب في كل مكان." وأهل البيت أدرى بما فيه، كما يقول المثل.
American Iranian Nuclear Negotiations and
their Implications to the Syrian Crisis and the Region[2]
The “Interim
Agreement” signed by the group of 5+1 and Iran in October 2013 was hailed by
the Washington Post as an “historical agreement.” The final agreement was to be
signed on 20 July 2014 but the two parties are so far apart that the
negotiations had to be extended for four months with many observers pessimistic
as to the final outcome.
What
happened during these 8 months to change the moods so drastically?
The interim
agreement was the result of secret negotiations, started during the days of
Ahmedi Najad, between the White House and the Rouhani team under the auspices
of the supreme leader Mr. Khamenei. But when the results of these secret negotiations
came to light strong opposition from both sides sprang into action.
On the
American side the most vehement opposition came from Israel and the Israel
lobby, hence the Congress, in addition to some of the other friends of the United
States, particularly Saudi Arabia and the Gulf countries. Hence we saw the
hurried visit of Netanyahu to the United States, and the visits of John Kerry
and then President Obama to Saudi Arabia all in March 2014.
The demand
of Israel is to insure that the final agreement would deprive Iran from any
possibility of producing a nuclear weapon and not to reach a situation whereby Iran’s
nuclear program would never be less than 3 or 6 months away from producing a
nuclear weapon.
The worry of
Saudi Arabia was that Obama might be satisfied with finding a solution to the
nuclear problem presented by Iran and leave unsolved the more important issues
of Iran’s relation with neighboring countries and its destabilizing Shiite
groups such as some militias in Iraq, the Houthis in Yemen, Hizbollah in
Lebanon, a group of fighting militias in Syria, etc. as was done in the case of
the chemical weapons in Syria.
Rouhani, on
the other hand, is facing a powerful group of conservatives and extremists in
Iran that is openly trying to derail the negotiations by acts that Rouhani does
not seem to be able to limit or fully control.
While
Rouhani and Obama would like to see a final agreement reached, the maximum that
one side can give in terms of compromise became, under the relentless pressure
of the opposition groups on both sides, more than the minimum that the other
side can accept, which caused the extension of the negotiations in a desperate
move to find a solution.
Three
scenarios regarding the Syrian situation seem to be possible in light of the
above.
First, the
nuclear negotiations will drag for a long time and so will the Syrian war until
some solution can be found by the international community, which is likely to
take a long time.
Second, that
an agreement will be reached on the nuclear aspect of the negotiations, leaving
the other issues, including Syria, to take their course and the Syrian crisis
to drag on and on.
Third, that
a comprehensive agreement will be reached which will include solutions to the
many destabilizing militias sponsored by Iran in the region as demanded by the
Saudis and others but such a happy agreement requires lengthy negotiations and
long time to be implemented.
Lest we
forget, there is also a group of major actors that do not enter in any of these
agreements, namely the islamist extremists such as al Nusra that belongs to al
Qaeda and the Islamic State (ISIS) which is beyond al Qaeda which occupies now
a large part of Syria and Iraq. So even if the happy agreement is reached
expeditiously the story will still have a long way to reach a happy ending. In
the meantime, the killing will go on and the international community will
continue to express its grief.
No comments:
Post a Comment