25 كانون الثاني/
يناير 2016
ضيفاً على منتدى الأربعاء في مؤسسة ((الإمام الحكيم)) رياض
طبارة: أميركا تحارب داعش.. أميركا تساعد داعش
|
|
|
*أوباما كقائد جيش يقود جيشه في معركة وفجأة يرجع الى الخطوط
الخلفية ويقول لجنوده: ((حاربوا وأنا سأساندكم من الخلف)) هكذا تضعضع الغرب
وأصبح بلا قيادة
*قبل ذبح الصحافي الاميركي فولي في آب/ اغسطس 2014 صرح اوباما ((ان محاربة داعش ليست مسؤولية أميركا)) *دربت اميركا حوالى 40 عنصراً من المتطوعين لمحاربة داعش، بقي اربعة او خمسة وكلف تدريب كل مقاتل اكثر من 10 ملايين دولار *أعلن الجنرال ديمبسي ان داعش يسيطر على 250 الف كيلومتر مربع من سورية والعراق *أصبح عدد الاجانب لدى داعش في ت2/ نوفمبر اكثر من 30 الف عنصر من 155 دولة *أوباما من مدرسة الواقعيين في السياسة من أتباع كيسنجر الذين يعتبرون ان العلاقات بين الدول هي علاقات مصالح ولا مكان فيها للأخلاقيات * 66بالمئة من الناخبين الجمهوريين الاميركيين يوافقون على منع المسلمين من الدخول الى الولايات المتحدة
*أحسن دعاية لـ داعش قد يكون ترامب
نفسه
استضاف منتدى الأربعاء في مؤسسة ((الإمام الحكيم)) سفير لبنان الأسبق في الولايات المتحدة الاميركية الدكتور رياض طبارة في لقاء حواري تحت عنوان ((ألدور العربي والدولي في محاربة التطرف: قراءة تقييمية)) بحضور جمع من الشخصيات الدينية والسياسية والدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية قدّم اللقاء وأداره المحامي الأستاذ بلال الحسيني قال طبارة: خلال الحقبة ما بين نابليون وهتلر، أي من سنة 1815 وحتى بداية أربعينيات القرن الماضي، كانت القوة العظمى الوحيدة في العالم هي الإمبراطورية البريطانية.. كانت هذه أكبر إمبراطورية عرفها العالم، وكانت حاكمة البحار بأسطولها، تنتشر أراضيها على ربع مساحة الأرض وتضم ربع سكان العالم.. كانت هي التي تؤمن بالدرجة الأولى طرق التجارة بين أقصى الشرق وأقصى الغرب، أي من هونغ كونغ إلى لندن ومن ثم إلى الأميركيتين.. وعندما أصبح النفط ذا أهمية كبيرة في الفترة ما بين الحربين العالميتين، وبخاصة نفط الشرق الأوسط، كانت بريطانيا القوة التي اتكلت عليها دول أوروبا وآسيا لتأمين وصول حاجاتها منه.. غير أن الحرب العالمية الثانية، وحروباً سبقتها أنهكت الامبراطورية، فبدأت بنتيجتها تخسر مستعمراتها، أهمها الهند، بعد سنتين فقط من انتهاء الحرب.. وبحلول عام 1956 كانت الإمبراطورية قد تقلص عدد سكانها خارج البلد الأم، من 700 مليون نسمة إلى خمسة ملايين فقط. انتقلت قيادة العالم الغربي إلى اميركا بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة بعد سنة 1951 وانقلاب محمد مصدق في إيران.. حركت بريطانيا أسطولها وجيشها لتهديد مصدق، ولكنه لم يأبه بها.. فتدخلت اميركا عندها بقيادة الرئيس إيزنهاور، ومن خلال استخباراتها دبرت انقلاباً مضاداً على مصدق الذي وضع في الإقامة الجبرية فعادت الأمور إلى ما كانت عليه.. ومنذ ذلك الحين أصبحت اميركا حامية النفط واستلمت بالتالي قيادة الغرب بخاصة في منطقة الشرق الأوسط.. حتى الاتحاد السوفياتي لم يجرؤ خلال الحرب الباردة أن يهدد إنتاج البترول على ضفتي الخليج أو نقله إلى أوروبا والبلدان الأخرى المستوردة للبترول. . لم تتوان اميركا بالمقابل عن تأدية هذا الدور القيادي حتى في أصعب أيامها، وحتى بعد الحروب الطويلة التي خاضتها في أنحاء متفرقة من العالم والتي غالباً ما جعلت الشعب الاميركي يمتثل إلى الانعزال عن الخارج.. فبعد الحرب العالمية الثانية مثلاً، جاء الرئيس هاري ترومان ووزير خارجيته الجنرال جورج مارشال، اللذان تغلبا على رغبة الاميركي بالانعزال، وأعاداه إلى الساحة الدولية من خلال خطة مارشال لإعادة إعمار أوروبا الغربية وإنقاذها من الشيوعية، مترافقة بحرب باردة ضد الاتحاد السوفياتي.. وبعد حرب فيتنام وأزمة الرهائن الأميركيين في إيران، عاد الاميركي إلى انعزاله، فجاء الرئيس رونالد ريغان، صاحب عقيدة ((الاحتواء)) التي كانت تهدف إلى عرقلة التوسع الشيوعي حيثما وجد، والتي نجحت إلى حد كبير بالوصول إلى أهدافها، في أنغولا ضد التدخل العسكري للاتحاد السوفياتي وكوبا، وفي كمبوديا ضد تدخل فييتنام، وطبعاً في أفغانستان ضد التدخل السوفياتي، الذي يعتقد كثيرون أن انسحاب جيوشه مكسورة من هناك كان أحد الأسباب الرئيسية في تفكيك الاتحاد بعد سنتين من ذلك. أعطي هذين المثلين، وهناك أمثلة أخرى مشابهة في التاريخ الاميركي الحديث، لأصل إلى كيفية تعامل الرئيس باراك أوباما مع العراق وسورية وهو الذي وصل إلى سدة الرئاسة بعد سبع سنوات من الحروب الفاشلة وغير المنتهية في أفغانستان والعراق، وفي جو شعبـي يطالب بالانعزال من جديد.. ولكن، على عكس ترومان وريغان، جاء أوباما إلى الحكم مسانداً لرغبة الاميركي بالانعزال ومؤمناً بضرورة انسحاب اميركا ليس فقط من الحروب التي كانت فيها، بل من قيادة العالم. عقيدة أوباما تتلخص بتصريحين مفصليين: الأول قاله في الطائرة للإعلاميين الذين رافقوه في رحلة إلى شرق آسيا في ربيع سنة 2014.. فبعد أن ذكّره بعض الإعلاميين بالانتقادات العديدة الموجهة لسياسته الخارجية، قال أوباما إن سياسته تتمحور حول مفهوم واحد وهو: ((لا ترتكب حماقات)) التصريح الثاني جاء على لسان كبير موظفي البيت الأبيض وهو أن أوباما يريد أن تكون القيادة الاميركية ((قيادة من الخلف)) وليس من الأمام.. هكذا فعلت اميركا بالنسبة لليبيا، عندما ساندت قوات الحلف الاطلسي من خلال ضربة إستباقية بواسطة صواريخ أطلقت من البحر، وهكذا فعلت أيضاً في مالي بمساندتها اللوجستية للجيش الفرنسي الذي حارب على الأرض. كقائد جيش يقود جيشه في معركة، وفجأة يرجع إلى الخطوط الخلفية ويقول لجنوده: ((حاربوا وأنا سأساندكم من الخلف))، هكذا تضعضع الغرب وأصبح دون قيادة. في آخر كانون1/ديسمبر 2011، وبينما كانت الفوضى تعم سورية، إذ كانت ثورتها السلمية قد تحولت ثورة مسلحة قبل حوالى ستة أشهر، سحب أوباما الجيش الاميركي من العراق تاركاً وراءه ما كان يسمى في حينه ((تنظيم الدولة الإسلامية في العراق)) من دون أن يتم القضاء عليه كلياً، إذ كان قد بقي منه حوالى 700 مقاتل وفق تقديرات الاستخبارات المركزية الاميركية.
الفوضى في سورية
أعادت الحياة إلى التنظيم، الذي سرعان ما أعاد ترتيب صفوفه بقيادة أبو بكر
البغدادي.. ورغم نصائح كبار مستشاريه، ترك أوباما التنظيم يكبر وينتعش دون أن
يبدي أي اهتمام به مشبهاً إياه بفريق رياضي في مدرسة ثانوية.. ففي نيسان/ابريل
من سنة 2013 أعلن البغدادي تأسيس ((الدولة الإسلامية في العراق والشام))، وفي
حزيران/يونيو من سنة 2014 أعلن الخلافة.. تقول هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية
السابقة في عهد أوباما، أن تردد أوباما وعدم اكتراثه كان لهما الدور الأكبر في
خلق ((داعش)).
رغم كل ذلك، بقي أوباما مصراً على موقفه من سنة 2011 إلى سنة 2014، أي إلى بعد حوالى شهرين من إعلان الخلافة.. وفي يوم واحد قبل ذبح الصحافي الاميركي جايمس فولي في 19 آب/اغسطس سنة 2014، صرّح أوباما في مؤتمر صحفي أن محاربة ((داعش)) ليست من مسؤولية اميركا، مضيفاً حرفياً: ((نحن لسنا الجيش العراقي ولسنا حتى الطيران الحربي العراقي.. أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة الاميركية وعلى العراق في النهاية أن يؤّمن سلامته بنفسه)).. ولكن الفيديو الوحشي الذي وزعه ((تنظيم الدولة)) في اليوم التالي لقتل فولي قلب بسرعة الرأي العام الاميركي لمصلحة التدخل، ما دفع أوباما إلى تغيير موقفه إذ أعلن أن اميركا ستضرب ((داعش)) من الجو بهدف ((إنهاك التنظيم ومن ثم القضاء عليه)). أما على الأرض فأميركا ستدرب بعض مقاتلي المعارضة لمحاربة لمحاربة ((داعش)) ولكن ليس لمحاربة النظام هدفهم الأصلي والأساسي. حاولت اميركا تدريب قوة على الأرض، حيث تم اختيار 300 عنصر من الذين تقدموا للتطوع، طلب منهم توقيع تعهد بعدم محاربة النظام بل محاربة ((داعش)) فقط.. وقع منهم أربعون تم تدريبهم وانسحب المتبقون.. أرسلوا إلى سورية فقتل بعضهم وخطف آخرون مع أسلحتهم من قبل جبهة النصرة.. بقي منهم وفق الـ((واشنطن بوست)) ((أربعة أو خمسة)) فقط يحاربون ((داعش)).. فأوقف البرنامج في أيلول/سبتمبر الماضي بعد أن كلف أكثر من 50 مليون دولار، أي أكثر من 10 ملايين دولار لتدريب وتجهيز كل مقاتل. أما بالنسبة إلى إنهاك التنظيم عسكرياً ومن ثم القضاء عليه، فالتقديرات الأخيرة تدل على عكس ذلك.. فتنظيم ((داعش)) أصبح، وفق قول الجنرال ديمبسي رئيس الأركان الاميركي مؤخراً، يسيطر على 250 ألف كيلومتر مربع من سورية والعراق، أي على منطقة توازي مساحتها مساحة بريطانيا العظمى، ويقطنها بين 10 و12 مليون نسمة. ووفق أكثر التقديرات صدقية، فإن لدى التنظيم ما يقارب المئة ألف مقاتل إضافة إلى أعداد كبيرة من رجال الأمن والموظفين الرسميين.. ولعل الأمر الأكثر دلالة على توسّع ((داعش)) خلال السنة الماضية هو الزيادة الكبيرة في أعداد المجنّدين الأجانب لديه، فبينما كان عدد المقاتلين الأجانب لدى ((داعش)) حوالى 18 ألف عنصر من 90 دولة آخر سنة 2014، أصبح العدد في تشرين الثاني/نوفمبر من سنة 2015 أكثر من 30 ألف عنصر من 100 دولة، أي بزيادة الثلثين في عديده، وذلك وفق وكالة الإستخبارات الأميركية. فشل الخطة الغربية بقيادة أميركا وازدياد عنف المعارك على الأرض ومن الجو، ترافقا مع تدفق اللاجئين إلى أوروبا بأعداد كبيرة، ما خلق جواً من القلق في تلك البلدان، ممزوجاً بجرعة لا بأس بها من الإسلاموفوبيا.. غربٌ متردّد لأن قائده التقليدي يصر على القيادة من الخلف، ومرتعد من ارتداد الأزمة عليه إرهاباً ولاجئين، فتح الباب لتدخّل روسيا العسكري في آخر أيلول/سبتمبر الماضي، وأضاف عقدة جديدة في مجرى الأمور المعقّدة أصلاً. يتساءل البعض لماذا يهتم الغرب بمصائب الحرب السورية وإرهاب ((داعش)) ؟ فأوباما هو من مدرسة الواقعيين في السياسة من أتباع كيسنجر الذين يعتبرون أن العلاقات بين الدول هي علاقات مصالح ولا مكان فيها للأخلاقيات.. ((نحن لسنا جمعية خيرية)) كما يقولون.. هذا الموقف كان سليماً إلى حد كبير في الماضي رغم عدم أخلاقيته.. فعندما خلق الغرب إسرائيل مثلاً وتسبب بتهجير أكثر من مليوني شخص لم يشعر مواطنو الغرب بالكارثة لأكثر من خمس وعشرين سنة.. المهجرون ذهبوا بمعظمهم إلى مخيمات في الدول المجاورة ولم يحصل أي عمل إرهابي طيلة هذه المدة.. ولكن الأمور تغيرت اليوم.. فتخريب العراق وسورية ولد الإرهاب الذي سرعان ما وصل إلى العواصم الغربية كما وصلها مئات الألوف من المهجرين.. لقد ذابت الحدود بين الدول فالإرهاب عابر للحدود، والحدود لم تعد توقف الهجرة القسرية.. ولذلك أصبحت حتى السياسة الواقعية تتطلب اهتمام الغرب بما يحدث عندنا دون أن تكون الأخلاقيات قسماً من هذه السياسة.. العداء للإسلام أصل إلى الشق الثاني من هذه الكلمة وهو فيما يتعلق بالجو الذي يرافق الحملة الدائرة حالياً للانتخابات الاميركية القادمة التي ستجري في تشرين2/ نوفمبر من هذه السنة لما لهذا الجو من علاقة مباشرة بالعداوة المتصاعدة للإسلام، ليس فقط في كلام المرشحين الجمهوريين بل أيضاً بين عامة الشعب الاميركي بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ اميركا الحديث وكيف يساعد هذا الجو ((داعش)) و ((القاعدة)) في تجنيد الشباب لصالحهما. مما قاله المرشح الجمهوري الأكثر شعبية دونالد ترامب في حملته الإنتخابية بحق الإسلام هو أنه يقترح إجبار المسلمين في اميركا - الذين يبلغ عددهم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة - على حمل بطاقات خاصة بهم تعرف عنهم لتسهيل تعقبهم وأنه لا بد من إغلاق بعض الجوامع كما أنه طالب بمنع أي مسلم من دخول الولايات المتحدة حتى يقرر المسؤولون ما يجب أن يفعلوا في هذا المجال.. أما ماركو روبيو وهو من أبرز المرشحين الجمهوريين حالياً يضيف على ذلك أنه قد يكون من الضروري ليس فقط إغلاق الجوامع بل أيضاً المطاعم والمقاهي التي يرتادها المسلمون الاميركيون.. وهكذا دواليك حتى نصل إلى كعب القائمة لنسمع مايك هاكابـي يقول إن الإسلام يشجع على نشر الإجرام في العالم. هذه الحملة وغيرها انعكست على الرأي العام الاميركي.. ففي استطلاع للرأي أجري في كانون1/ديسمبر الماضي تبين أن 66 بالمئة من الناخبين الجمهوريين يوافقون على فكرة منع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة وأن 40 بالمئة من مجموع الناخبين (أي الجمهوريين والديموقراطيين وغيرهم) يوافقون على الفكرة.. وفي استطلاع آخر عبّر 83 بالمئة من الاميركيين وضع علامة من صفر إلى مئة تمثل شعورهم تجاه الأديان الموجودة في اميركا حيث نال اليهود أعلى معدل (63 على مئة) والمسلمون والملحدون المعدل الأقل (40 على مئة)).).. وازدادت بالمقابل أعمال العنف ضد المسلمين في اميركا بشكل كبير مؤخراً. فبنما كان عدد أعمال العنف ضد المسلمين بسبب دينهم يصل إلى ما يقارب الـ 13 حادثة سنوياً بين سنتي 2001 و2013 تصاعدت وتيرتها ثلاثة أضعاف لتصل إلى 38 السنة الماضية، بحسب إحصاءات مكتب التحقيقات الفدرالي، الـ((إف بـي آي)).. إضافة إلى ذلك فإن أعمال العنف في السنة الأخيرة، بعكس سابقاتها، شملت حوادث قتل. طبعاً هناك الكثير من القيادات الاميركية والغربية، بما في ذلك الرئيس أوباما والمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، لا تتوقف عن مهاجمة التصريحات والأعمال العدائية ضد المسلمين وتنبه تكراراً إلى مخاطر مثل هذه الأقوال والأعمال.. حتى في إنكلترا فمجلس العموم سيناقش في الأيام القليلة المقبلة عريضة وقّعها أكثر من 560000 مواطن إنجليزي تطلب من الحكومة منع ترامب من دخول إنكلترا نبّهت كلينتون مؤخراً إلى أن ((داعش)) تستعمل فيديوات من أقوال ترامب لتجنيد الشباب الاميركيين وغيرهم وأن أحسن دعاية لـ((داعش)) قد يكون ترامب نفسه.. ومنذ أيام ظهر فيديو نشرته مجموعة ((الشباب)) المقاتلة الصومالية التابعة للقاعدة يظهر فيه ترامب وهو يدعو لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.. والهدف المعلن للفيديو هو تحفيز الشباب في اميركا ((القاعدة))، الشريك المضارب لـ((داعش)).. هكذا يحاربون ((داعش)) و((القاعدة)) من جهة ويساعدونهما على تجنيد الشباب لقضاياهما من جهة أخرى.. |
Summary:
The U.S. fights ISIS… The U.S. helps ISIS: a two-part lecture
given in January 2016 and published in al-Shiraa magazine.
The U.S. assumed the leadership of the West sometime after WWII. After
prolonged wars Americans generally adopted an isolationist view but there was
always a political leadership that brought them back to world politics: as, for
example, did Truman after WWII with the Marshall Plan and the Cold War and
Reagan after the Vietnam war and the embassy hostages crisis in Iran with his
policy of Containment of the Soviet Union.
Obama, however, who came to the presidency after two unfinished wars, in
Afghanistan and Iraq, joined the Americans in their isolationist attitudes and
espoused the idea of “leading from behind.” Like a general in the middle of the
battle suddenly retiring to the back lines and telling his soldiers: you fight
and I will support you from behind. This is how the West became purposeless and
leaderless, at least in its policies in the Middle East.
Obama withdrew from Iraq in December 2011 months after the revolution in
Syria became armed and the situation there chaotic. The so-called al Qaeda in
Iraq at that time had 700 fighters after being decimated there mostly by local Sunni fighters (al Sahwa) but could
regroup in Syria and expand. In 2013 it became ISIS (Islamic State in Iraq and
Syria) and in June 2014 the Caliphate was declared by al Baghdadi.
During these three years Obama kept maintaining that ISIS is not an American
problem; it is the problem of Iraq and the Iraqis should deal with it. But when in August
2014 ISIS decapitated on video the American journalist James Foley, American
public opinion regarding intervention in Iraq and Syria changed and with it
came the American decision to intervene.
Two main purposes were set for this intervention by Obama: train local
fighters to fight ISIS but not fight the Syrian regime which they revolted against in the first place, and bombing ISIS to “degrade it and ultimately destroy it.” During the year and a half that followed, only few volunteered and were trained under the conditions
set by the Americans and, on the other hand, ISIS became a fighting force of some 100,000 fighters
occupying a swath of land the size of great Britain. The failure of the American plan, and the
fear created in Europe by terrorist incidents as well as a million refugees from the
Middle East formed the perfect storm for the intervention of the Russians.
The second part of the lecture deals with the sudden explosion of
Islamophobia in the United States as a result of the expansion of ISIS and
related terrorist incidents.
Donald Trump led the charge against Muslims and Islam. In his campaign
he has, among other things, advocated forcing American Muslims to carry a special ID to facilitate their surveillance, closing some Mosques and
establishing a temporary ban on Muslims who want to enter the United Sates.
Most other republican candidates followed suit. Rubio wanted to also close
restaurants and cafes frequented by Muslims and Huckabee declared that Islam encourages the spread of crime in
the world.
Unfortunately, this campaign was supported by a good number of American
voters: 66 percent of Republican voters agreed with the ban on Muslims and 40
percent of all voters agreed with it. In the meantime, attacks on Muslims in the U.S. increased three-fold from and average of 13 incidents per year between 2001 and 2013 to 38 last year.
Many American political and intellectual leaders have warned against
this spreading phenomenon, which could have long term and global repercussions. Mrs. Clinton
claimed that ISIS is distributing videos of Trump’s anti-Muslim speeches to help it recruit young fighters. Recently,
a recruiting video by al Qaeda in Somalia, ISIS’s rival extremist organization,
surfaced in which Trump also appears in the same context. This is how America
is both fighting and aiding Islamist extremism.