سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة: ترامب جدي جداً في استراتيجيته
لتحييد إيران / حوار فاطمة فصاعي
by مجلة الشراع · December 21, 2017
سفير لبنان السابق في
واشنطن رياض طبارة: ترامب جدي جداً في استراتيجيته لتحييد إيران / حوار فاطمة
فصاعي
*خطوة ترامب جاءت لأسباب داخلية بعد ان
تراجعت شعبيته إلى 32%
*قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ((مائع)) وضبابي
*ما زال لدى العرب أسلحة لاستخدامها
*النفاق الأميركي أصبح أكثر من العادي وأميركا خارجة عن القانون
*ترامب يريد تأسيس ائتلاف جديد ليحل مكان إيران
*سنشهد نوعاً من الحرب الباردة بين روسيا والصين وأميركا
*ماكرون يتعلم على حسابنا وما زال في مرحلة عدم وضوح الفكر
*سوتشي أخطر على سورية من جنيف
*الأسد لن يتنحى إلا إذا حصل ضغط روسي
*الحرب الأهلية في اليمن ستزيد والفوضى ستعم أكثر
*قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ((مائع)) وضبابي
*ما زال لدى العرب أسلحة لاستخدامها
*النفاق الأميركي أصبح أكثر من العادي وأميركا خارجة عن القانون
*ترامب يريد تأسيس ائتلاف جديد ليحل مكان إيران
*سنشهد نوعاً من الحرب الباردة بين روسيا والصين وأميركا
*ماكرون يتعلم على حسابنا وما زال في مرحلة عدم وضوح الفكر
*سوتشي أخطر على سورية من جنيف
*الأسد لن يتنحى إلا إذا حصل ضغط روسي
*الحرب الأهلية في اليمن ستزيد والفوضى ستعم أكثر
alshiraa.com/2017/12/21/
السفير رياض طبارة متحدثا الى الزميلة
فاطمة فصاعي
يعتبر سفير لبنان السابق لدى واشنطن
الدكتور رياض طبارة بأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس لن يكون
نهائياً في ظل وجود مجتمع دولي، مشيراً إلى ان هذه الخطوة التي اتخذها ترامب جاءت
لأسباب تتعلق بسياسة أميركا الداخلية بعد ان تراجعت شعبيته بنسبة 32%.
وحذر طبارة من وقوع حرب باردة بين روسيا والصين وأميركا في ظل اتباع أميركا استراتيجية أمنية جديدة، ووجود نية لدى ترامب بتأسيس ائتلاف جديد يحل مكان إيران، أما الوضع في اليمن فهو يتجه نحو الأسوأ، بحسب طبارة، وفي سورية فإن الأسد لن يتنحى إلا إذا حصل ضغط روسي.
ومن جهة أخرى، أبدى طبارة اطمئنانه بالنسبة للوضع الأمني في لبنان بما ان هناك غطاء أمنياً دولياً عليه.
وفي ما يلي نص الحوار:
# يبدو ان المشهد الاقليمي تتسارع فيه الأمور شيئاً فشيئاً بسبب ما استجدّ عليه من أحداث في كافة الدول؟
– طبعاً الاحداث تتسارع ومنها إندحار ((داعش)) في سورية والعراق وان كان بشكل غير نهائي لأنه يولّد منظمات أخرى، ولكن خفض التوتر في المنطقتين يجب أن يتعامل معه المرء بطريقة جديدة. وصولاً إلى تصريح ترامب عن القدس الذي خلق مشكلة جديدة طغت على بعض الأمور التي قد تكون أهم منها، إضافة إلى محاولة تحييد هذه المسألة من خلال اجتماع مجلس الأمن الذي أدى إلى تعقيد الامور في الفيتو، إذ ماذا ستعمل السلطة الفلسطينية أو الجامعة الأميركية تجاه الفيتو الأميركي.
كما ان أميركا أنتجت استراتيجية أمنية جديدة وفيها انقلاب على الماضي، كيف سيطبق القرار على القدس، كل هذه التساؤلات لا يمكن الاجابة عنها في الوقت الحاضر، وكلها أصبحت متداخلة مع بعضها البعض، علينا أن نفصل كل هذه الأمور في المنطقة لمعرفة كيف تتجه الأمور، لأن المسألة لم تعد محصورة بالحرب على ((داعش)) لا بل ان هناك أموراً متداخلة وعلينا أن نفككها عن بعضها لنرى إلى أين ستصل في النهاية بعد كل هذه التغيرات.
وحذر طبارة من وقوع حرب باردة بين روسيا والصين وأميركا في ظل اتباع أميركا استراتيجية أمنية جديدة، ووجود نية لدى ترامب بتأسيس ائتلاف جديد يحل مكان إيران، أما الوضع في اليمن فهو يتجه نحو الأسوأ، بحسب طبارة، وفي سورية فإن الأسد لن يتنحى إلا إذا حصل ضغط روسي.
ومن جهة أخرى، أبدى طبارة اطمئنانه بالنسبة للوضع الأمني في لبنان بما ان هناك غطاء أمنياً دولياً عليه.
وفي ما يلي نص الحوار:
# يبدو ان المشهد الاقليمي تتسارع فيه الأمور شيئاً فشيئاً بسبب ما استجدّ عليه من أحداث في كافة الدول؟
– طبعاً الاحداث تتسارع ومنها إندحار ((داعش)) في سورية والعراق وان كان بشكل غير نهائي لأنه يولّد منظمات أخرى، ولكن خفض التوتر في المنطقتين يجب أن يتعامل معه المرء بطريقة جديدة. وصولاً إلى تصريح ترامب عن القدس الذي خلق مشكلة جديدة طغت على بعض الأمور التي قد تكون أهم منها، إضافة إلى محاولة تحييد هذه المسألة من خلال اجتماع مجلس الأمن الذي أدى إلى تعقيد الامور في الفيتو، إذ ماذا ستعمل السلطة الفلسطينية أو الجامعة الأميركية تجاه الفيتو الأميركي.
كما ان أميركا أنتجت استراتيجية أمنية جديدة وفيها انقلاب على الماضي، كيف سيطبق القرار على القدس، كل هذه التساؤلات لا يمكن الاجابة عنها في الوقت الحاضر، وكلها أصبحت متداخلة مع بعضها البعض، علينا أن نفصل كل هذه الأمور في المنطقة لمعرفة كيف تتجه الأمور، لأن المسألة لم تعد محصورة بالحرب على ((داعش)) لا بل ان هناك أموراً متداخلة وعلينا أن نفككها عن بعضها لنرى إلى أين ستصل في النهاية بعد كل هذه التغيرات.
الرئيس
الامريكي دونالد ترامب وخلفه نائبه مايك بينس يعلن القدس عاصمة اسرائيل ونقل
السفارة الامريكية اليها 6 كانون اول 2017
القدس
– عاصمة فلسطين
# فلنبدأ إذاً بآخر الاحداث التي طرأت وهي
إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل؟
– كلام ترامب عن القدس لم يكن واضحاً برأيي وان كانت ردة الفعل عليه واضحة. السبب في ذلك يعود إلى انه قام بهذه الخطوة لأسباب داخلية وليس لأسباب خارجية، تراجعت شعبيته إلى 32% وهي الشعبية الأقل لرئيس أميركي في تاريخ أميركا كلها، وحاول أن يدعمها بأمر ما خاصة ان الأمور بدأت تنهار من بين يديه. فهو لم يتخذ قراراً خلال سنة واحدة، ولكن قد يصدر شيئاً على مستوى الضرائب كي يقدم خطوة في سجل إنجازاته.
خسر معركة كبيرة في الاباما، لأول مرة الاباما من 25 سنة تنتخب ديموقراطياً، الجمهوري كان غير مرغوب به، حقيقة هذه المنطقة الجمهورية انقلبت على ترامب وهذا الأمر لا يصدق.
إضافة إلى تحقيقات مولر التي تضيق الخناق ليس فقط على إدارة ترامب، إنما على عائلته ومنها ابنته وصهره، لذلك جاء إعلان القدس عاصمة لإسرائيل خطوة لدعم موقعه داخل الادارة الأميركية.
ترامب يعتبر ان هذا القرار اتخذ في الكونغرس عام 1990، القرار حينها أخذ على أساس انه لن يطبق. وعندما اتصلت كل الدول العربية بشكل مكثف بالكونغرس واعترضت على هذا القرار، كان التأكيد بأن في هذا القرار هناك بند يمكن لرئيس الجمهورية من خلاله أن يؤجل تطبيقه لأسباب أمنية.
جاء ترامب وخالف هذه العملية بعد ان رفض ثلاثة رؤساء جمهورية قبله هذا القرار.
ترامب اتخذ هذا القرار ضد مستشاريه لأنهم حاولوا منعه ولكن دون جدوى. ومن الملاحظ بأن القرار فيه أشياء متعارضة، يقول انه يريد نقل السفارة إلى القدس ولكن في مكان ما يقول انه لم يحدد حدود القدس، وعندما سئلت مستشاره القومي ان كانت القدس تشمل القدس الشرقية، قالت بأننا لم نحدد حتى الآن أي قدس نتكلم عنها، فكيف يريد نقل سفارته إلى القدس دون أن يحدد أي قدس.
وفي مكان آخر يقول بأن الأمور الخلافية ستترك للجهتين خلال التفاوض، كيف ستترك وهو يقول انها عاصمة إسرائيل.
والملاحظ انه ترك الباب مفتوحاً، ولأول مرة يعترف بالدولتين أي أعطاهم حل الدولتين. نلاحظ ان تصريحه مرتبك بعض الشيء، والقرار الذي اتخذه ((مائع)).
والسؤال الذي يطرح كيف سيطبق هذا القرار بما انه ضبابي؟
مثلاً إذا جاء أحد لزيارة القدس هل يمكن لنتنياهو أن يأخذه إلى الأقصى أو القدس الشرقية.
أتصور انه في النهاية سيطبق القرار بالشكل ((المائع)) الذي صدر فيه ويبقى الحل النهائي للمفاوضات، والقرار لن يكون نهائياً.
# هل سينجح في خطوته هذه؟
– حتى لو كان القرار نهائياً على المستوى الأميركي فهو غير نهائي على المستوى الدولي.
قصة فلسطين هي قصة مجتمع دولي، يقول ترامب في خطابه ان إسرائيل هي دولة ذات سيادة يمكن لها أن تقرر أين تكون العاصمة.
لبنان دولة ذات سيادة فهل يمكن أن تقرر ان واشنطن هي عاصمتنا، فهو يقرر عاصمة لبلد ثانٍ، برأيي القرار ضبابي وبانتظار كيف سيطبق على الأرض.
ولا ننسى ان قرارات الأمم المتحدة تمنع ومنها القرار 2334 الذي ينص على ان هناك قدسين قدس للعرب وأخرى لليهود، ردة فعل العرب أو الاسلام كانت غير عنيفة وليست بحجم المشكلة.
ففي المنطقة هناك مشاكل أخرى غير القدس إذ ان هناك دولاً عربية تعتبر ان لديها مشكلة مع إيران، وأميركا تواجه إيران بشكل قوي وتساند الدول العربية التي هي ضد إيران، فهل من مصلحة الدول العربية معاداة أميركا وان تخسر هذه المعركة قبل أن نعرف كيف سيطبق هذا القرار.
على الرغم من كل ما يقال، فإن القرارات التي صدرت عن القمة العربية أو منظمة العمل الاسلامي كانت بدايتها معقولة، والعرب ما يزال لديهم سلاح في هذه العملية.
ولكن النفاق الأميركي هو أكثر من العادي ووصل إلى حدود جديدة، عندما تقول نيكي هيلي بأن هذا التصويت هو إهانة لأميركا ولن ننساها بعد ان قالت 14 دولة لا لهذا القرار ولم توافق عليه سوى أميركا، فهل الـ14 دولة على خطأ في تصويتها بـ((لا)) على هذا القرار؟
أميركا هي الخارجة عن القانون وليس الدول الباقية هي الخارجة عن القانون.
يمكن أن يتم أخذ إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية وهذا ما تخشاه إسرائيل، وإذا صدر حكم جنائي ضدها فسيكون له تبعاته الكبيرة. لذلك لدى العرب أسلحة بين أيديهم، فالعرب لديهم المزيد من الأسلحة التي لم يستخدموها وترامب لم يقل تماماً ما يعنيه من القرار الذي اتخذه.
– كلام ترامب عن القدس لم يكن واضحاً برأيي وان كانت ردة الفعل عليه واضحة. السبب في ذلك يعود إلى انه قام بهذه الخطوة لأسباب داخلية وليس لأسباب خارجية، تراجعت شعبيته إلى 32% وهي الشعبية الأقل لرئيس أميركي في تاريخ أميركا كلها، وحاول أن يدعمها بأمر ما خاصة ان الأمور بدأت تنهار من بين يديه. فهو لم يتخذ قراراً خلال سنة واحدة، ولكن قد يصدر شيئاً على مستوى الضرائب كي يقدم خطوة في سجل إنجازاته.
خسر معركة كبيرة في الاباما، لأول مرة الاباما من 25 سنة تنتخب ديموقراطياً، الجمهوري كان غير مرغوب به، حقيقة هذه المنطقة الجمهورية انقلبت على ترامب وهذا الأمر لا يصدق.
إضافة إلى تحقيقات مولر التي تضيق الخناق ليس فقط على إدارة ترامب، إنما على عائلته ومنها ابنته وصهره، لذلك جاء إعلان القدس عاصمة لإسرائيل خطوة لدعم موقعه داخل الادارة الأميركية.
ترامب يعتبر ان هذا القرار اتخذ في الكونغرس عام 1990، القرار حينها أخذ على أساس انه لن يطبق. وعندما اتصلت كل الدول العربية بشكل مكثف بالكونغرس واعترضت على هذا القرار، كان التأكيد بأن في هذا القرار هناك بند يمكن لرئيس الجمهورية من خلاله أن يؤجل تطبيقه لأسباب أمنية.
جاء ترامب وخالف هذه العملية بعد ان رفض ثلاثة رؤساء جمهورية قبله هذا القرار.
ترامب اتخذ هذا القرار ضد مستشاريه لأنهم حاولوا منعه ولكن دون جدوى. ومن الملاحظ بأن القرار فيه أشياء متعارضة، يقول انه يريد نقل السفارة إلى القدس ولكن في مكان ما يقول انه لم يحدد حدود القدس، وعندما سئلت مستشاره القومي ان كانت القدس تشمل القدس الشرقية، قالت بأننا لم نحدد حتى الآن أي قدس نتكلم عنها، فكيف يريد نقل سفارته إلى القدس دون أن يحدد أي قدس.
وفي مكان آخر يقول بأن الأمور الخلافية ستترك للجهتين خلال التفاوض، كيف ستترك وهو يقول انها عاصمة إسرائيل.
والملاحظ انه ترك الباب مفتوحاً، ولأول مرة يعترف بالدولتين أي أعطاهم حل الدولتين. نلاحظ ان تصريحه مرتبك بعض الشيء، والقرار الذي اتخذه ((مائع)).
والسؤال الذي يطرح كيف سيطبق هذا القرار بما انه ضبابي؟
مثلاً إذا جاء أحد لزيارة القدس هل يمكن لنتنياهو أن يأخذه إلى الأقصى أو القدس الشرقية.
أتصور انه في النهاية سيطبق القرار بالشكل ((المائع)) الذي صدر فيه ويبقى الحل النهائي للمفاوضات، والقرار لن يكون نهائياً.
# هل سينجح في خطوته هذه؟
– حتى لو كان القرار نهائياً على المستوى الأميركي فهو غير نهائي على المستوى الدولي.
قصة فلسطين هي قصة مجتمع دولي، يقول ترامب في خطابه ان إسرائيل هي دولة ذات سيادة يمكن لها أن تقرر أين تكون العاصمة.
لبنان دولة ذات سيادة فهل يمكن أن تقرر ان واشنطن هي عاصمتنا، فهو يقرر عاصمة لبلد ثانٍ، برأيي القرار ضبابي وبانتظار كيف سيطبق على الأرض.
ولا ننسى ان قرارات الأمم المتحدة تمنع ومنها القرار 2334 الذي ينص على ان هناك قدسين قدس للعرب وأخرى لليهود، ردة فعل العرب أو الاسلام كانت غير عنيفة وليست بحجم المشكلة.
ففي المنطقة هناك مشاكل أخرى غير القدس إذ ان هناك دولاً عربية تعتبر ان لديها مشكلة مع إيران، وأميركا تواجه إيران بشكل قوي وتساند الدول العربية التي هي ضد إيران، فهل من مصلحة الدول العربية معاداة أميركا وان تخسر هذه المعركة قبل أن نعرف كيف سيطبق هذا القرار.
على الرغم من كل ما يقال، فإن القرارات التي صدرت عن القمة العربية أو منظمة العمل الاسلامي كانت بدايتها معقولة، والعرب ما يزال لديهم سلاح في هذه العملية.
ولكن النفاق الأميركي هو أكثر من العادي ووصل إلى حدود جديدة، عندما تقول نيكي هيلي بأن هذا التصويت هو إهانة لأميركا ولن ننساها بعد ان قالت 14 دولة لا لهذا القرار ولم توافق عليه سوى أميركا، فهل الـ14 دولة على خطأ في تصويتها بـ((لا)) على هذا القرار؟
أميركا هي الخارجة عن القانون وليس الدول الباقية هي الخارجة عن القانون.
يمكن أن يتم أخذ إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية وهذا ما تخشاه إسرائيل، وإذا صدر حكم جنائي ضدها فسيكون له تبعاته الكبيرة. لذلك لدى العرب أسلحة بين أيديهم، فالعرب لديهم المزيد من الأسلحة التي لم يستخدموها وترامب لم يقل تماماً ما يعنيه من القرار الذي اتخذه.
السفير رياض طبارة
# إذن هناك علامات استفهام؟
– علامات استفهام نعم، ولنر إلى أي مدى سيتمادى في تطبيق هذا القرار الضبابي وكيف ستتعامل الدول العربية معه من خلال الأسلحة التي بقيت بيدها.
# ماذا عن الاستراتيجية التي طرحها ترامب بالأمس وما رأيك بها؟
– الاستراتيجية الأمنية الجديدة تختلف عن استراتيجية اوباما ولكنها تختلف عن استراتيجية ترامب ايضاً.
هناك مواجهة بين روسيا والصين، مع روسيا مواجهة بقوة عسكرية ومع الصين مواجهة اقتصادية. الاستراتيجية تتألف من أربعة بنود:
البند الاول: حماية اميركا.
البند الثاني: ازدهار اميركا.
البند الثالث: مبدأ السلام بالقوة او القوة التي توصل الى السلام.
البند الرابع: مواجهة الدول التي تريد ان تأخذ من حصة اميركا في العالم، اي ايران وروسيا والصين.
وترامب جدي جداً في قضية ايران لأنه يريد تحييدها في المنطقة وتأسيس ائتلاف جديد تدخل فيه مصر والسعودية والخليج وتركيا ليحل مكان ايران على الارض.
ويريد ان يجبر ايران على فتح ملفات المنطقة مثل سورية، العراق، اليمن، البحرين ولبنان.
مع الروس يقول بأنه يجب ان يواجههم, علماً انه كان يحب بوتين ويعتبره صديقاً، ومنذ يومين اتصل بوتين به وشكره بعد ان تمكنت الاستخبارات الاميركية من كشف مجموعة تريد ان تفجر في بطرسبرغ في روسيا، وهو في الوقت نفسه يريد ان يواجههم في الشرق الاوسط، كيف يمكن لهذا ان يترجم لا أعلم.
فهناك جو سائد في اميركا، وهذا الجو ليس جو ترامب، انما جو مساعديه الجنرالات الثلاثة، الذين يعتبرون ان انسحاب اميركا من العالم غير مقبول كما كان في عهد اوباما.
لذلك فإن مواجهة ايران ستكمل وتتكثف وسنرى شيئاً من الحرب الباردة بين روسيا واميركا والصين التي شاهدناها خلال ايام الاتحاد السوفياتي.
# ترامب يعتبر في خطاب له ان سياسات اميركا السابقة أدت الى سيطرة ((داعش)) على مناطق واسعة في الشرق الاوسط؟
– هذا الكلام صحيح لأن اوباما انسحب من العالم، فعندما انسحب الاميركيون من العراق عام 2011 كان لدى ((داعش)) 500 مقاتل وبعدها اصبح ((داعش)) في سورية والـ500 مقاتل اصبحوا 500 الف مقاتل، لذلك هناك اعتراف ضمني من قبل اوباما انه أخطأ بهذه الخطوة.
– علامات استفهام نعم، ولنر إلى أي مدى سيتمادى في تطبيق هذا القرار الضبابي وكيف ستتعامل الدول العربية معه من خلال الأسلحة التي بقيت بيدها.
# ماذا عن الاستراتيجية التي طرحها ترامب بالأمس وما رأيك بها؟
– الاستراتيجية الأمنية الجديدة تختلف عن استراتيجية اوباما ولكنها تختلف عن استراتيجية ترامب ايضاً.
هناك مواجهة بين روسيا والصين، مع روسيا مواجهة بقوة عسكرية ومع الصين مواجهة اقتصادية. الاستراتيجية تتألف من أربعة بنود:
البند الاول: حماية اميركا.
البند الثاني: ازدهار اميركا.
البند الثالث: مبدأ السلام بالقوة او القوة التي توصل الى السلام.
البند الرابع: مواجهة الدول التي تريد ان تأخذ من حصة اميركا في العالم، اي ايران وروسيا والصين.
وترامب جدي جداً في قضية ايران لأنه يريد تحييدها في المنطقة وتأسيس ائتلاف جديد تدخل فيه مصر والسعودية والخليج وتركيا ليحل مكان ايران على الارض.
ويريد ان يجبر ايران على فتح ملفات المنطقة مثل سورية، العراق، اليمن، البحرين ولبنان.
مع الروس يقول بأنه يجب ان يواجههم, علماً انه كان يحب بوتين ويعتبره صديقاً، ومنذ يومين اتصل بوتين به وشكره بعد ان تمكنت الاستخبارات الاميركية من كشف مجموعة تريد ان تفجر في بطرسبرغ في روسيا، وهو في الوقت نفسه يريد ان يواجههم في الشرق الاوسط، كيف يمكن لهذا ان يترجم لا أعلم.
فهناك جو سائد في اميركا، وهذا الجو ليس جو ترامب، انما جو مساعديه الجنرالات الثلاثة، الذين يعتبرون ان انسحاب اميركا من العالم غير مقبول كما كان في عهد اوباما.
لذلك فإن مواجهة ايران ستكمل وتتكثف وسنرى شيئاً من الحرب الباردة بين روسيا واميركا والصين التي شاهدناها خلال ايام الاتحاد السوفياتي.
# ترامب يعتبر في خطاب له ان سياسات اميركا السابقة أدت الى سيطرة ((داعش)) على مناطق واسعة في الشرق الاوسط؟
– هذا الكلام صحيح لأن اوباما انسحب من العالم، فعندما انسحب الاميركيون من العراق عام 2011 كان لدى ((داعش)) 500 مقاتل وبعدها اصبح ((داعش)) في سورية والـ500 مقاتل اصبحوا 500 الف مقاتل، لذلك هناك اعتراف ضمني من قبل اوباما انه أخطأ بهذه الخطوة.
مجلة الشراع 25 كانون اول 2017 العدد
1829
# الى اين تتجه العلاقة بين كوريا الشمالية
واميركا، خاصة ان البيت الابيض أعلن بأن كوريا تبحث عن سبل لقتل مليون اميركي
باستخدام السلاح النووي؟
– كوريا قصة مختلفة، وفي مسألتها يُلام اوباما ايضاً لأنه لم يقم بما يكفي لضبط البرنامج النووي الكوري حتى وصلنا الى حالة شبه ميؤوسة. السياسة كانت في ان يطلب من الروس ومن الصين الضغط على كوريا للمجيء الى المفاوضات التي ستنتهي بضبط البرنامج النووي الصاروخي الكوري الشمالي. اي ان يحصل معها كما حصل مع ايران. الصينيون تجاوبوا معه الى حد ما حيث أوقفوا التصدير والاستيراد الى كوريا.
# الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال بأن حسم الحرب على ((داعش)) في سورية سيتم في شباط/ فبراير المقبل؟
– أنا لست من المعجبين بماكرون ابداً، في كلامه عن سورية وفي أول تصريح قاله هو ان الاسد لم يقتل الفرنسيين ولذلك يمكننا ان نتعامل معه.
وبعدها وفي تصريح آخر قال: لا يمكن للأسد ان يكون رئيساً لسورية. وبالأمس قال بأنه يمكنه ان يبقى في سورية ولكن فليحاكمه شعبه. أعتقد ان ماكرون يتعلم على حسابنا ومؤخراً ظهرت شعبيته لأن الفرنسيين يحبون تراث وآثار فرنسا العظيمة وهو يشتغل على هذا الوتر.
فعندما بدأ يتنقل بين الدول مثل بريطانيا واميركا وألمانيا، ارتفعت شعبيته ووصلت الى 50%، ماكرون ما يزال في مرحلة عدم وضوح الفكر في ما يسمى بالسياسة الخارجية، لنر الى أين سيصل، ولكن لا أعتقد ان عليه ان يحل مكان اميركا.
يمكن لفرنسا ان تكون رأس حربة ولكن القرار النهائي ليس لها.
# بعد ((جنيف)) و((سوتشي)) اين يتجه الوضع السوري؟
– في الوقت الحالي النظام السوري لا يريد ان يفاوض لأنه يعتبر نفسه رابحاً والروس يساعدونه، ((سوتشي)) مهمة لأن الروس يريدون لها ان تنجح. فهل سيضع الروس ضغوطاً على سورية، ((سوتشي)) أخطر على سورية من جنيف.
بعض المعارضة السورية يخشى الذهاب الى ((سوتشي))، أعتقد ان الفشل غير مقبول. واذا تم اعتماد ((جنيف)) معنى ذلك انه سيتنحى. وفي هذه الحالة هل سيتنحى؟ وأنا أعتقد انه لن يتنحى إلا اذا حصل ضغط روسي جدي جداً.
# بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وتمدد الحوثيين، الى اين يتجه الوضع في اليمن؟
– لم يتغير شيء إلا موازين القوى على الارض، ايران مثلها مثل غيرها لن تنتهي الأمور بالنسبة لها إلا اذا حصل اتفاق اميركي – ايراني بعيداً عن اي تدخل سياسي او عسكري.
الحرب الأهلية سوف تزيد والفوضى ستعم أكثر، والحل النهائي غير واضح لأن الاميركيين والروس لم يتفقوا بعد على حلحلة مشاكل المنطقة.
# كيف تصف الوضع في لبنان في ظل ((المعمعة)) التي تحصل على الصعيد الاقليمي، هل نحن أمام حرب اسرائيلية على لبنان؟
– لبنان مرّ بأزمة خطيرة جداً عندما قدم الحريري استقالته لأن هذه الأزمة كانت ستصل الى حد المواجهة بين السعودية وايران على ارض لبنان، ولبنان لا يتحمل، ولبنان عليه غطاء أمني وسياسي.
وعندما لاح هذا الخطر بحصول حرب أهلية في لبنان تحركت الدنيا كلها، بحيث أصبح الرئيس الفرنسي في السعودية ووزير خارجية فرنسا ذهب الى السعودية، والانكليز طلعوا بـ((فرمان)) وكأن لبنان هو قنبلة ذرية ستنفجر.
لذا هناك غطاء أمني وقوي جداً وعندما جاء الخطر تحركت الدول خلال 24 ساعة للحفاظ عليه، طالما ان الغطاء الأمني موجود.
– كوريا قصة مختلفة، وفي مسألتها يُلام اوباما ايضاً لأنه لم يقم بما يكفي لضبط البرنامج النووي الكوري حتى وصلنا الى حالة شبه ميؤوسة. السياسة كانت في ان يطلب من الروس ومن الصين الضغط على كوريا للمجيء الى المفاوضات التي ستنتهي بضبط البرنامج النووي الصاروخي الكوري الشمالي. اي ان يحصل معها كما حصل مع ايران. الصينيون تجاوبوا معه الى حد ما حيث أوقفوا التصدير والاستيراد الى كوريا.
# الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال بأن حسم الحرب على ((داعش)) في سورية سيتم في شباط/ فبراير المقبل؟
– أنا لست من المعجبين بماكرون ابداً، في كلامه عن سورية وفي أول تصريح قاله هو ان الاسد لم يقتل الفرنسيين ولذلك يمكننا ان نتعامل معه.
وبعدها وفي تصريح آخر قال: لا يمكن للأسد ان يكون رئيساً لسورية. وبالأمس قال بأنه يمكنه ان يبقى في سورية ولكن فليحاكمه شعبه. أعتقد ان ماكرون يتعلم على حسابنا ومؤخراً ظهرت شعبيته لأن الفرنسيين يحبون تراث وآثار فرنسا العظيمة وهو يشتغل على هذا الوتر.
فعندما بدأ يتنقل بين الدول مثل بريطانيا واميركا وألمانيا، ارتفعت شعبيته ووصلت الى 50%، ماكرون ما يزال في مرحلة عدم وضوح الفكر في ما يسمى بالسياسة الخارجية، لنر الى أين سيصل، ولكن لا أعتقد ان عليه ان يحل مكان اميركا.
يمكن لفرنسا ان تكون رأس حربة ولكن القرار النهائي ليس لها.
# بعد ((جنيف)) و((سوتشي)) اين يتجه الوضع السوري؟
– في الوقت الحالي النظام السوري لا يريد ان يفاوض لأنه يعتبر نفسه رابحاً والروس يساعدونه، ((سوتشي)) مهمة لأن الروس يريدون لها ان تنجح. فهل سيضع الروس ضغوطاً على سورية، ((سوتشي)) أخطر على سورية من جنيف.
بعض المعارضة السورية يخشى الذهاب الى ((سوتشي))، أعتقد ان الفشل غير مقبول. واذا تم اعتماد ((جنيف)) معنى ذلك انه سيتنحى. وفي هذه الحالة هل سيتنحى؟ وأنا أعتقد انه لن يتنحى إلا اذا حصل ضغط روسي جدي جداً.
# بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وتمدد الحوثيين، الى اين يتجه الوضع في اليمن؟
– لم يتغير شيء إلا موازين القوى على الارض، ايران مثلها مثل غيرها لن تنتهي الأمور بالنسبة لها إلا اذا حصل اتفاق اميركي – ايراني بعيداً عن اي تدخل سياسي او عسكري.
الحرب الأهلية سوف تزيد والفوضى ستعم أكثر، والحل النهائي غير واضح لأن الاميركيين والروس لم يتفقوا بعد على حلحلة مشاكل المنطقة.
# كيف تصف الوضع في لبنان في ظل ((المعمعة)) التي تحصل على الصعيد الاقليمي، هل نحن أمام حرب اسرائيلية على لبنان؟
– لبنان مرّ بأزمة خطيرة جداً عندما قدم الحريري استقالته لأن هذه الأزمة كانت ستصل الى حد المواجهة بين السعودية وايران على ارض لبنان، ولبنان لا يتحمل، ولبنان عليه غطاء أمني وسياسي.
وعندما لاح هذا الخطر بحصول حرب أهلية في لبنان تحركت الدنيا كلها، بحيث أصبح الرئيس الفرنسي في السعودية ووزير خارجية فرنسا ذهب الى السعودية، والانكليز طلعوا بـ((فرمان)) وكأن لبنان هو قنبلة ذرية ستنفجر.
لذا هناك غطاء أمني وقوي جداً وعندما جاء الخطر تحركت الدول خلال 24 ساعة للحفاظ عليه، طالما ان الغطاء الأمني موجود.
سفير لبنان السابق في واشنطن رياض
طبارة: ترامب جدي جداً في استراتيجيته لتحييد إيران / حوار فاطمة فصاعي – مجلة
الشراع 25 كانون اول 2017 – العدد 1829