ألسبت، ١٢ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٥
كيف
فشل الغرب ويفشل في مواجهة الإرهاب في سورية والعراق؟
خرجت الإمبراطورية البريطانية من الحرب
العالمية الثانية منهكة، بينما برزت أميركا دولةً عظمى جديدة على الساحة الدولية.
وعندما أَمّم رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدّق نفط إيران سنة 1951، لم تستطع
بريطانيا التي كانت خسرت الهند وضعُفت سيطرتها على المستعمرات الأخرى، أن تثنيه عن
ذلك حتى بعد أن حرّكت أساطيلها، فتدخّلت أميركا ورتّبت انقلاباً عليه وأزاحته
وأعادت الأمور إلى نصابها. منذ ذلك الحين تسلّمت أميركا دور حماية نفط الخليج
ووضعت خطاً أحمر لأي من تسوّل له نفسه التلاعب فيه. إضافة إلى ذلك تسلّمت أميركا،
حامية النفط، قيادة الغرب السياسية في منطقة الشرق الأوسط، فهي التي تقود والدول
الغربية تتبع.
ولم تتوان أميركا عن لعب هذا الدور حتى
في أحلك أيامها، خصوصاً بعد الحروب الطويلة التي خاضتها في أنحاء متفرقة من العالم
والتي غالباً ما جعلت الشعب الأميركي يميل إلى الانعزالية (Isolationism)،
فبعد الحرب العالمية الثانية مثلاً جاء الرئيس هاري ترومان ووزير خارجيته الجنرال
جورج مارشال، اللذان تغلّبا على رغبة الأميركي بالانعزال عن العالم، وأعاداه إلى
الساحة الدولية من خلال خطة مارشال لإعادة إعمار أوروبا الغربية وإنقاذها من
الشيوعية، مترافقة بحرب باردة ضد الاتحاد السوفياتي. وبعد حرب فيتنام وأزمة
الرهائن الأميركيين في إيران، عاد الأميركي إلى انعزاله، فجاء الرئيس رونالد ريغان
صاحب عقيدة «الاحتواء»، التي كانت تهدف إلى عرقلة
التوسُّع الشيوعي حيثما وجد، والتي نجحت إلى حد كبير بالوصول إلى أهدافها، في
أنغولا ضد التدخل العسكري للاتحاد السوفياتي وكوبا، وفي كمبوديا ضد تدخل فيتنام،
وطبعاً في أفغانستان ضد التدخُّل السوفياتي، الذي يعتقد كثيرون أن انسحاب جيوشه
مكسورة من هناك كان أحد الأسباب الرئيسية في تفكيك الاتحاد بعد سنتين من ذلك.
أعطي هذين المثلين، وهناك أمثال أخرى
مشابهة في التاريخ الأميركي، لأصلَ إلى كيفية تعامل الرئيس باراك أوباما مع العراق
وسورية، هو الذي وصل إلى سدَّة الرئاسة بعد سبع سنوات من الحروب الفاشلة وغير
المنتهية في أفغانستان والعراق، وفي جو شعبي يطالب بالانعزال من جديد. ولكن، على
عكس ترومان وريغان، جاء أوباما إلى الحكم مسانداً رغبة الأميركي بالانعزال،
ومؤمناً بضرورة انسحاب أميركا ليس فقط من الحروب التي كانت فيها، بل من قيادة
العالم.
عقيدة أوباما في السياسة الخارجية ألخّصها
بموقفين معلنين: الموقف الأول عبّر عنه أمام الإعلاميين
الذين رافقوه في رحلة إلى شرق آسيا في ربيع السنة الماضية، عندما قال إن سياسته
الخارجية «تتمحور حول مفهوم واحد: لا ترتكب حماقات». وفي مؤتمر صحافي لاحِق شَرَحَ
مُجدداً ما هي «عقيدته» في السياسة نفسها، قائلاً: «قد
لا تكون [عقيدتي] مثيرة... ولكنها تتفادى الأخطاء». ثم اقتبس من لعبة البايسبول
الشعبية الأميركية، حيث لا يُسجِّل هدفاً إلا بعد الوصول إلى القاعدة الرابعة،
قائلاً: «تصل أحياناً إلى القاعدة الأولى، وأحياناً إلى الثانية، وبين الحين
والحين تسجِّل هدفاً». وعندما سُئِلت هيلاري كلينتون عن هذه التصريحات أجابت:
«الدول العظمى تتطلّب مبادئ تنظيمية، و «لا تفعل حماقات» ليس مبدأ تنظيمياً».
الموقف الثاني جاء على لسان أحد كبار
معاونيه، وهو الأشهر في هذا المجال:
«القيادة من الخلف». أميركا كما أرادها
أوباما لا تقود من الأمام، غيرها يفعل ذلك وهي تسانده، هكذا فعلت بالنسبة إلى
ليبيا، حيث ساندت الناتو من خلال ضربة استباقية بواسطة صواريخ أُطلقت من البحر على
دفاعات ليبيا الجوية، ثم مساندة لوجيستية من بُعد، وهكذا فعلت أيضاً في مالي
بمساندتها اللوجستية للجيش الفرنسي على الأرض.
ولخّص أحد الكتّاب الأميركيين سياسة
أوباما الخارجية قبل بدء الغارات الأميركية على سورية بأيام كالآتي: «إنها سياسة تردُّد وتأجيل وتفادي أخذ القرارات، تتّسم بمناشدات
حزينة لما يسمّى المجتمع الدولي ليفعل ما لا يستطيع أحد أن يفعله سوى الولايات
المتحدة». ويضيف أحد المحلّلين الرئيسيين في «نيويورك تايمز»: «أنا لا أتهم الرئيس
أوباما بالجبن، لكنّي أتهمه بأنه يبالغ بالحذر، ولا يعلم ماذا يفعل».
في آخر كانون الأول (ديسمبر) 2011،
وبينما كانت الفوضى تعمّ سورية، إذ كانت ثورتها السلمية قد تحولت ثورة مسلحة قبل
حوالى ستة أشهر، سحب أوباما الجيش الأميركي من العراق تاركاً وراءه ما كان يسمى
تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» من دون أن
يتم القضاء عليه كلياً، إذ كان بقي منه حوالى 700 مقاتل وفق تقديرات الاستخبارات
المركزية الأميركية. الفوضى في سورية أعادت الحياة إلى التنظيم، الذي سرعان ما
أعاد ترتيب صفوفه بقيادة أبو بكر البغدادي.
حاول الكثيرون من كبار مستشاري الرئيس
أوباما إقناعه بالتدخل في سورية باكراً ومساندة «الجيش الحر» لإنهاء النزاع قبل
تغلغل «القاعدة» و «الدولة الإسلامية» فيها، لكنه كان يسخر من الفكرة، إذ قال لأحد
الصحافيين: «عندما يكون هناك جيش محترف... يحارب فلاحاً ونجاراً ومهندساً بدأوا
كمتظاهرين وفجأة وجدوا أنفسهم في وسط حرب أهلية، فإن الفكرة القائلة إن باستطاعتنا
تغيير المعادلة على الأرض من دون أن نورط جيشنا ليست أبداً صحيحة». ووفق مذكراتهم،
فإن وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع روبرت غايتس، وليون بانيتا رئيس
وكالة الاستخبارات المركزية ولاحقاً وزير الدفاع، ألحّوا عليه بالتدخُّل، ولكن من
دون جدوى. وهناك تقرير حضّرته «وكالة استخبارات الدفاع الأميركية»
(Defense Intelligence Agency U.S) في آب (أغسطس) 2012، يحذّر من خطر توسُّع
المجموعات الإسلامية «وإمكان إعلانها دولة إسلامية من خلال التحالف مع قوى إرهابية
أخرى في العراق وسورية»، لكن أوباما لم يعره أي اهتمام. وبعد أقل من سبعة أشهر
أعلن البغدادي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في نيسان (أبريل)
2013، ومن ثم الخلافة في حزيران (يونيو) 2014.
على رغم ذلك، ظل أوباما مصرّاً على
موقفه، حتى اليوم الذي سبق ذبح الصحافي الأميركي جايمس فولي في 19 آب من السنة
الماضية. في ذلك اليوم (أي 18 آب) صرّح أوباما في مؤتمر صحافي أن محاربة تنظيم
«داعش» ليست مسؤولية أميركا، مضيفاً: «نحن لسنا الجيش العراقي ولسنا حتى الطيران
الحربي العراقي. أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية، وعلى العراق في
النهاية أن يؤمّن سلامته بنفسه». لكن الفيديو الوحشي الذي وزعه «تنظيم الدولة» في
اليوم التالي قلب بسرعة الرأي العام الأميركي لمصلحة التدخُّل، ما دفع أوباما إلى
تغيير موقفه، فبدلاً من أوباما المنكفئ برز على الساحة أوباما المحارب المتردِّد.
بدأ الهجوم الأميركي في 23 أيلول
(سبتمبر) 2014. هدفُ الضربات الذي أعلنه أوباما شخصياً تألف من أربع نقاط:
-
دعم القوى التي تحارب على الأرض ومتابعة
البحث عن حل سياسي للأزمة.
-
الحؤول دون تمكُّن التنظيم من القيام
بهجمات وتجفيف مصادر تمويله.
-
مساعدة المدنيين الأبرياء الذين هجّرهم
تنظيم «داعش».
-
وبالنتيجة إنهاك التنظيم ومن ثم القضاء
عليه.
ماذا تحقق من هذه الخطة خلال السنة التي
تلت، أي حتى أيلول الماضي؟
حاولت أميركا تدريب قوة على الأرض، تم
اختيار300 عنصر من الذين تقدّموا للتطوُّع، طُلب منهم توقيع تعهُّد بعدم محاربة
النظام بل محاربة «داعش»
فقط. وقّع منهم أربعون تم تدريبهم وانسحب
المتبقون. أُرسلوا إلى سورية فقُتِل بعضهم وخُطف آخرون مع أسلحتهم من قبل «جبهة
النصرة». بقي منهم وفق «واشنطن بوست» «أربعة أو خمسة» فقط
يحاربون «داعش». أوقف البرنامج في أيلول الماضي بعد أن كلّف أكثر من 50 مليون
دولار، أي أكثر من 10 ملايين دولار لتدريب وتجهيز كل مقاتل.
بالنسبة إلى تجفيف مصادر تمويل «داعش»،
فقد أصبح التنظيم مكتفياً ذاتياً، بشكل خاص من خلال الضرائب والرسوم، ومن بيع
النفط من الآبار التي يسيطر عليها في سورية والعراق إلى النظام السوري وإلى
الخارج. على رغم الغارات الخجولة من طيران التحالف ومؤخراً الطيران الروسي، من غير
المنتظر أن يتم تدمير الآبار أو معظمها أو حتى تدمير وسائل النقل، لأن ذلك سيشكل
من جهة كارثة اقتصادية للعراق وسورية بعد «داعش»، ومن جهة أخرى، سيجفّف حالياً
المصدر الرئيسي للنفط ومشتقاته للنظام السوري، ما لا يريده أي من الفرقاء
الخارجيين، لا التحالف الأميركي ولا التحالف الروسي- الإيراني. المهم في الأمر هو
أن مدخول التنظيم حالياً يبلغ ما يقارب بليون دولار سنوياً وفق تقرير نُشر في
صحيفة «نيويورك تايمز».
بالنسبة إلى مساعدة المدنيين الأبرياء،
اقتصرت المساعدة الأميركية بشكل رئيسي على إلقاء المعونات الغذائية للإيزيديين من
الجو في منطقة سنجار، لكن الكثيرين منهم قُتلوا أو أُخذوا أسرى أو رقيقاً للبيع.
أما بالنسبة إلى إنهاك التنظيم عسكرياً
ومن ثم القضاء عليه، فالتقديرات الأخيرة تدل أيضاً على عكس ذلك، فتنظيم «داعش»
أصبح، وفق قول الجنرال ديمبسي رئيس الأركان الأميركي الشهر الماضي، يسيطر على 250
ألف كيلومتر مربع من سورية والعراق، أي على منطقة توازي مساحتها مساحة بريطانيا
العظمى، ويقطنها بين 10 و12 مليون نسمة. ووفق أكثر التقديرات صدقية، فإن لدى
التنظيم ما يقارب المئة ألف مقاتل إضافة إلى أعداد كبيرة من رجال الأمن والموظفين
الرسميين. ولعل الأمر الأكثر دلالة على توسُّع «داعش» خلال السنة الماضية هو الزيادة
الكبيرة في أعداد المجنّدين الأجانب لديه، فبينما كان عدد المقاتلين الأجانب لدى «داعش»
حوالى 18 ألف عنصر من 90 دولة آخر سنة 2014، أصبح العدد في تشرين الثاني (نوفمبر)
من هذه السنة أكثر من 30 ألف عنصر من 100 دولة، أي بزيادة الثلثين في عديده، وذلك
وفق وكالة الاستخبارات الأميركية.
فشل الخطة الأميركية وازدياد عنف المعارك
على الأرض ومن الجو، ترافقا مع تدفق اللاجئين إلى أوروبا بأعداد كبيرة، ما خلق
جواً من القلق في تلك البلدان، ممزوجاً بجرعة لا بأس بها من الإسلاموفوبيا. غربٌ
متردّد لأن قائده التقليدي يصر على القيادة من الخلف، ومرتعد من ارتداد الأزمة
عليه إرهاباً ولاجئين، ما فتح الباب لتدخُّل روسيا العسكري في آخر أيلول الماضي،
وأضاف عقدة جديدة في مجرى الأمور المعقدة أصلاً. كما أن تنظيم «داعش»، تحت هذه
الضربات المكثّفة والخسارات، ولو محدودة على الأرض، غيّر استراتيجيته بشكل خطير،
فبينما لم تكن له حتى الماضي القريب، أنشطة إرهابية في البلدان الغربية وروسيا،
بدأ بالانتقام من الدول المشاركة في الهجومات الجوية عليه من خلال القيام بأعمال
إرهابية وحشية فيها، ما يُنذر بإمكانية تحوّله إلى هذا النمط من التحرُّك كلما تم
التغلب عليه عسكرياً في المستقبل.
نشهد اليوم حرباً متعددة الأطراف، كل طرف
أو أكثر له استراتيجيته وأهدافه.
أميركا وتركيا وغالبية الدول العربية
الإقليمية، على سبيل المثال، تصر على أن لا إمكان لقهر تنظيم «داعش» سوى برحيل
الأسد ومعاونيه. إيران تريد بقاء الأسد إلى الأبد وحليفتها روسيا تؤيدها بالتركيز
على ضرب القوى التي تبغي إزاحته بدلاً من ضرب «داعش»، علماً أن لا اتفاق بين
المغيرين على ما هي التشكيلات المقاتلة التي تُعتبر إرهابية. وكل الأفرقاء
الخارجيين يقولون إن من غير الممكن التغلب على «داعش» من دون وجود قوة ضاربة كبيرة
على الأرض، ولا أحد يريد أن يضع قواته على الأرض. أما الخلاف بينهم حول توزيع
الحصص في سورية والعراق بعد انتهاء الأزمة، فحدّث ولا حرج.
أين نحن من النهاية؟ الجواب على هذا
السؤال يقع خارج نطاق هذه المقالة، ولذا أكتفي بما قال تشرتشل بعد معركة العلمين
خلال الحرب العالمية الثانية عندما سُئِل السؤال نفسه. قال: «نحن لم نصل إلى
النهاية ولا حتى إلى بداية النهاية. في أحسن الأحوال لربما نكون قد وصلنا إلى
نهاية البداية». ودامت الحرب بعد ذلك ثلاث سنوات.
*
سفير لبنان في واشنطن سابقاً، والنص
مقاطع من محاضرته في المؤتمر السنوي لرابطة أصدقاء كمال جنبلاط في بيروت -
3/12/2015
English Summary:
How the West Failed in Facing Terrorism in Syria and Iraq
Since The early 1950s, the United States assumed the role of
protector of Middle East oil replacing the declining British Empire. In this
role the U.S. became also the political leader of the West in the Middle East:
It lead and the rest followed.
This was true even during the fits of isolationism that
spread among Americans after protracted wars. After WWII, for example, the U.S.
government overcame isolationist feelings among the population through the Marshall
Plan and the cold war with the Soviet Union during the Truman era, and after
Vietnam through Reagan’s policy of “containment” which had many successes, most
important among which was the role the U.S. played in Afghanistan which led to
the withdrawal of the Soviet army and contributed to the dissolution of the
Soviet Union two years later.
Obama came to the presidency during two losing wars in Iraq
and Afghanistan. His policy, however, was supportive of isolationism and wanted
America to withdraw not only from these two countries but from the leadership of
the Western World. Obama’s foreign policy doctrine may be summarized in
statements he and his senior White House officials made describing it: “don’t
make stupid shit” and “leading from behind,” in the sense that others do the
fighting and America supports them from a distance logistically. “I do not accuse
… President Obama of personal cowardice. I do, however, accuse him of an
excess of caution and not knowing what he is doing” wrote recently a senior
writer
in the New York Times.
When Obama withdrew
American troops from Iraq at the end of 2011, Syria was already in the middle
of an armed conflict. The Qaeda in Iraq was weakened but not destroyed as it
still had about 700 fighters. The chaos in Syria helped it to rejuvenate itself.
Senior advisors to Obama, Hillary Clinton, Leon Panetta and Robert Gates, all
advised him to try to end the conflict soon and before the Qaeda regains its
strength but to no avail. A report by the Defense Intelligence Agency dated
August 2012 warned of the strong possibility of the creation of an “Islamic
State” was also discarded. The “Islamic
State in Iraq and the Levant” (ISIS or ISIL) was actually declared by its
leader al Baghdadi in April 2013 and the Caliphate in June 2014.
Still Obama refused to act. One day before the brutal murder
of James Foley, on 18 August 2014 Obama declared that ISIS was not America’s
responsibility but the responsibility of Iraq that has to insure its own safety.
But the video distributed by ISIS of the killing of Foley changed American
public opinion towards interference in Syria and Iraq which forced Obama into
announcing the bombing of ISIS in the context of specific goals. Briefly stated
they were: to support local fighters and pursue a political solution; to dry up
all sources of financing for ISIS; to help Yazidis who were being displaced by
ISIS; and to “degrade and ultimately destroy the terrorist group.”
On training local fighters: 300 volunteers were vetted; they
were asked to sign a pledge not to fight the regime, only ISIS; 40 accepted and
were trained; they were sent to Syria and most were immediately killed or
captured with their equipment by Nusra (al Qaeda fighters); 4 or 5 remained to
fight ISIS; total cost $50 million or $10 million per fighter.
On drying up of ISIS financing: The group has become
self-financing to the largest extent from taxes and the sale of oil in the
black market and to the Syrian government.
On helping Yazidis ; Many Yazidis were killed and more taken
as slaves.
On degrading and destroying the group: The opposite has
happened so far. According to General Dempsey the group occupies now an area
equivalent to the size of Great Britain, where 10 to 12 million people live.
Most significant, when the bombing started in September 2014 ISIS had 18000
foreign fighters from 90 countries. Now less than a year later it had 30000
foreign fighters from 100 countries.
A general who wants to lead from behind, the failure of the
American plan and the flow of refugees into Europe all created confusion among
allies and the proper atmosphere for the intervention of the Russians, which of
course complicated further the situation. None of the international combatants
agree on most of the major issues involved, such as the fate of Bashar al Assad
or which of the fighting groups in Syria is to be considered as terrorist or
indeed the final solution and how to ultimately divide the pie. All agree,
however, that they need boots on the ground but none wishes to use its own
troops.
Where from here? The answer falls out of the scope of this
article. One can only borrow what Churchill said when the allies won their
first battle of WWII at al Alamein: “Now this is not the end. It is not even
the beginning of the end. But it is, perhaps, the end of the beginning.” And
the war continued for another three years.