Saturday, February 27, 2021

بايدن والفلسطينيين

 

جسور 

20  شباط  2021

 

تحولات في السياسة الأميركية الشرق أوسطية:هل يعود بايدن الى فتح قنوات الحوار مع الفلسطينيين

 

رياض طبارة 

 

 

 

* سفير لبناني سابق في الولايات المتحدة وخبير دراسات إحصائية

لعل الفارق الأكبر بين سياسة دونالد ترامب الخارجية وسياسة جو بايدن يتلخص بالفارق بين الشعارين، شعار ترامب "أميركا ِأولاُ" وشعار بايدن "أميركا عادت."

 

عندما وصل ترامب إلى سدة الرئاسة في كانون الثاني من سنة 2017، أعلن انقلابه على سياسة أميركا الخارجية التقليدية المتبعة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. تبنت أميركا يومها خطة مارشال لإعادة إعمار أوروبا، وأشرفت على تأسيس المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، ومعها تسلمت قيادة "العالم الحر."

 

منذ وصول ترامب الى الرئاسة، انسحبت أميركا من عدة اتفاقات متعددة الأطراف، ابتداءً من الاتفاق التجاري لشرق آسيا بعد أيام من عهده، الى منظمة الصحة العالمية في تموز الماضي، مروراً بمنظمة اليونسكو واتفاق باريس حول التحول المناخي، والاتفاق النووي مع إيران وغيرها.

 

بالمقابل، وعد بايدن، الذي بدأت ولايته في 20 كانون الثاني المقبل، بالعودة إلى المنظومة الدولية التي انسحب منها ترامب بأسرع وقت ممكن وبإعادة دور أميركا القيادي فيها. كما وعد برأب الصدع الذي حصل بين أميركا والاتحاد الأوروبي، ووصل إلى حد فرض عقوبات اقتصادية متبادلة، والعودة الى سياسة التفاوض التقليدية، حتى مع الصين، إذ إن العقوبات المتبادلة تؤثر سلباً على التجارة العالمية، وبالتالي على اقتصادي الجهتيْن المتنازعتيْن.


 
من أهم الاتفاقات المرشحة للتغيير بالنسبة للشرق الأوسط، الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت منه أميركا سنة 2018. بايدن أعلن خلال حملته الانتخابية أنه سيفتح باب المفاوضات مع إيران وتوسيع الاتفاق ليشمل أموراً جديدة، أهمها تغيير سلوك إيران مع دول الجوار، بما في ذلك أنشطة حلفائها العسكرية في المنطقة، مقابل رفع العقوبات عنها.

التغيّر الأهم بالنسبة للمنطقة سيكون، من دون شك، في مجال سياسة أميركا تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية.

 

ترامب أعطى الإسرائيليين أكثر مما كانوا يأملون، وأكثر من أي رئيس أميركي آخر منذ هاري ترومان الذي كانت له اليد الطولى في تأسيس إسرائيل. فبعد أقل من سنة من استلام ترامب الحكم، أي في 6 كانون الأول من سنة 2017، صرح أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأنه بدأ بالترتيبات الضرورية لنقل سفارة بلاده إليها. ورغم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي اُتخذ مباشرة بعد هذا التصريح بأغلبية ساحقة، والذي اعتبر أن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل يعتبر باطلاً (null and void)، تم نقل السفارة الأميركية إلى القدس في أيار سنة 2018.

 

في 2017 أيضاً، ومن خلال "إعلان رئاسي"، أعلن ترامب أن أميركا تعترف بأن هضبة الجولان هي أرض إسرائيلية. تبع ذلك في سنة 2018 إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وتوقف أميركا عن أي تمويل لمنظمة الأونروا التي تعنى باللاجئين الفلسطينيين. تبعها في السنة التالية اعلان أميركي بأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة قانونية وتلاها مؤخراً الإعلان من قبل وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، بِأنه مسموح لإسرائيل وضع علامة "صُنع في إسرائيل" على البضاعة المصنعة في هذه المستوطنات ومصدّرة إلى الولايات المتحدة.

 

جو بايدن، والحزب الديموقراطي، يعترضان على معظم هذه الإجراءات. ففي برنامج هذا الحزب للانتخابات الأخيرة، تعهد الحزب بمعارضة توسع المستوطنات الإسرائيلية، وأي خطوات لضم الأراضي من قبل إسرائيل. وفي خطاب ألقاه خلال حملته الانتخابية الأخيرة، بمناسبة الاجتماع السنوي لـ"إيباك"، المؤسسة الرئيسية للوبي الإسرائيلي، قال بايدن: "يجب على إسرائيل أن توقف التهديد بتوسيع المستوطنات وضم الأراضي... وبصراحة فإن مثل هذه الإجراءات تُبعد إسرائيل عن القيم الديموقراطية وتضعف المساندة الأميركية لها، خاصة بين الشباب."

 

لا شك أن بايدن سيعود الى فتح قنوات الحوار مع الفلسطينيين، ويعيد علاقة أميركا مع الاونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية. كما أنه سيعود، مبدئياً على الأقل، إلى حل الدولتين، وإلى فكرة السلام الشامل بين العرب وإسرائيل، مبتعداً عن الحل المجزّأ الذي اتبعه ترامب مؤخراً. ولكن هناك خطوات اتخذها ترامب سيصعب عليه التراجع عنها كالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو كنقل السفارة من تل ابيب إلى القدس، وقد أعلن في هذا الصدد أنه كان ضد هذه الإجراءات، ولكن لن يكون باستطاعته العودة عنها

 

 

http://www.lpdc.gov.lb/%D8%AC%D8%B3%D9%88%D8%B1/%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D8%A9%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D8%A8%D8%A7/602/ar

Translated into English: Will Biden reopen channels of dialogue with the Palestinians?http://www.lpdc.gov.lb/jousour/will-biden-reopen-channels-of-dialogue-with-the-pa/602/en

No comments:

Post a Comment