4 تموز/يوليو 2016
سفير لبنان الأسبق لدى واشنطن د. رياض طبارة: الاتحاد
الأوروبي أمام خطر الانهيار ولبنان وسط الزوبعة
|
|
*نهاية الأزمة السورية لن تكون قريبة
*ديمستورا يسير في الطريق الخطأ، والازمة السورية لن تنتهي
قبل أن يتم الاتفاق على مستوى العالم
*لا يوجد أي قوة على وجه الأرض يمكنها القضاء على داعش
*كلما تلقت داعش ضربات كلما تحولت إلى إرهاب صافٍ
*المنطقة أصبحت خارجة عن السيطرة
*لبنان ينعم باستقرار غير ثابت وهو يعيش وسط زوبعة
*أوروبا تمر بحركة انفصالية – قومية
*السنتان القادمتان ستحملان تحولاً في ألمانيا وفرنسا
*انفصال ألمانيا هو نهاية الاتحاد الأوروبي
جملة من المواقف والاستحقاقات والمستجدات طرأت على الساحة
العربية والاقليمية والدولية، وآخرها الاستفتاء الذي أجرته المملكة المتحدة حول خروجها
من الاتحاد الأوروبي وتداعياته على الاقتصادين الأوروبي والعالمي وعلى الخارطة
السياسية.
قد لا يكون الحدث السوري طارئاً ولكنه يحمل أحداثاً جديدة لا سيما مؤتمر جنيف وجولتيه الأولى والثانية والتي لن تبدلا في المشهد السوري والذي تبدو الرؤية فيه لم تنقشع، بعكس المشهد اليمني ومحادثات الكويت التي قد تعطي نوعاً من الأمل بين المتحادثين. هذه المواضيع وسواها إلى جانب تحرير الفلوجة والوضع الأمني في لبنان والمنطقة تحدث عنها سفير لبنان الأسبق لدى واشنطن الدكتور رياض طبارة. فدرالية سورية إلى اين تتجه الأمور في سورية، وهل الفدرالية هي الحل لمشكلتها؟
-
من المبكر الحديث عن الفدرالية والحل النهائي، هناك مستويان
من المفاوضات في سورية
*المستوى الدولي: روسيا وأميركا. *المستوى الثاني: المعارضة والنظام.
برأيي ستيفان ديمستورا يسير في الطريق الخطأ بجمع المستوى
الثاني، كل مدة يجمعهم ويفشل الاجتماع، لأن الاتفاق على مستوى المعارضة والنظام
لن يتم إلا إذا حصل اتفاق على مستوى العالم.
كل من أميركا وروسيا تريدان أن تؤمنا مصالحهما في هذه المنطقة، الروس يريدون موطأ قدم في سورية وحققوا 90% منه وهو 3 قواعد حربية كبيرة واتفاق أمني وسياسي مع النظام السوري إلى الأبد وهم موجودون عسكرياً في سورية وهمهم أن يثبتوا أنفسهم في منطقة الساحل بشكل خاص. أما الأميركيون فيريدون أن يحاربوا داعش فكيف يمكنهم ذلك وبواسطة من فالمعارضة همها محاربة النظام.
ولكن هل ستسمح أميركا لروسيا أن يكون لها موطأ قدم في الشرق
الأوسط بهذا الشكل؟
أوباما أصبح Expired وإذا جاءت هيلاري كلينتون إلى الرئاسة فهي لن تسمح أن يدخل الروس إلى الشرق الأوسط بهذه السهولة، كما كانت في عهد الاتحاد السوفياتي، لذا لا أعتقد بأنه سيحصل اتفاق على المستوى المحلي بين البلدين.
لذلك لا أتأمل بأن النهاية في سورية ستكون قريبة وحتى
فدرالية وأريد أن أقول ان الحرب على داعش لا تنتهي عسكرياً فهم يربحون في محل
ويخسرون في محل آخر، لذا لا توجد قوة على الأرض يمكنها أن تحارب داعش بشكل كامل
في أي بلد كان، والأميركيون والروس ليسوا حاضرين لأن ينـزلوا إلى الميدان، لذلك
هذه الحرب طويلة جداً ولا أحد سيفكر في أسباب الارهاب مثل شخص مريض يعاني من ألم
في البطن ينعكس الوجع على رأسه فنعالج الرأس دون أن نعالج البطن.
لذا محاربة داعش خاطئة لأنها تعتمد على العسكر بشكل كامل.
معركة حلب كلها عبارة عن ان الروس يريدون الوصول إلى حدود
تركيا والاتراك لن يسمحوا لهم بذلك والمسألة عبارة عن كر وفر.
التحرير الثالث
كيف تقرأ تحرير
الفلوجة من داعش؟
-
هذه هي المرة الثالثة التي تتحرر فيها الفلوجة، قد يكون هناك
تحرير رابع أيضاً، ولكن الفلوجة لم يعد فيها بيت واحد لذلك أصبحت مساحة ولم تعد
مدينة، ولكن إذا أخذت الفلوجة كل هذا الوقت، الله يستر الموصل كيف سيدخلونها وهي
ستكون معقدة أكثر.
الأميركيون يعتبرون انه إذا راحت الفلوجة وراحت الموصل
وبعدها الرقة.. سوف تنهار داعش، برأيي انه لو راحت كلها لن تنهار داعش أبداً
لأنها كلما تلقت ضربات كلما تحولت إلى إرهاب صافٍ.
داعش هي فكرة وعلينا محاربة الفكرة والبيئة الحاضنة لهذه
الفكرة.
محادثات اليمن
هل سيكون لمحادثات اليمن في الكويت نتيجة؟
-
محادثات الكويت سيكون فيها أمل أكثر من محادثات ديمستورا لأن
هناك درجة من الانهاك من الجهتين. لذلك هناك رغبة ولو خفيفة من قبل الطرفين في
إنهاء العملية، وهناك أمل في أن يحصل تقدم في هذه العملية وخاصة إذا تحلحلت الأمور
بين إيران والسعودية، والأميركيون يحاولون السعي إلى حلحلة هذه الأمور.
جمع الاطراف المتنازعة في الكويت هناك أمل منها وهو منطقي،
لكن في سورية ديمستورا يجمعهم ويعلم انه يقع في خانة الفشل لذلك سمى جنيف1
وجنيف2 وجنيف3 والجولة الأولى والجولة الثانية حتى لا نصبح في جنيف320.
هل الأمور تتجه نحو التأزم في المنطقة بشكل عام؟
-
لا أعتقد ان هناك مصلحة لأحد في أن تتأزم المنطقة، أميركا لا
تريد ذلك ولكنها تتأزم غصباً عنها، حتى إيران لا تريد ذلك علماً انها منهكة جداً.
لذلك الضغوطات الخارجية على المنطقة لم تعد تؤثر، الأميركيون يريدونها منطقة آمنة ولكن العين بصيرة واليد قصيرة. لذلك المنطقة أصبحت خارجة عن السيطرة كما يحصل في كل الثورات الشعبية.
الثورات تأكل حالها خاصة عندما تخرج عن السيطرة، وأتصور انه
مثل الفرنسية فإن معظم هذه الثورات وصلت إلى حل ديموقراطي إلى حد ما.
لذا يجب أن يتفاءل المرء ولكن في المستقبل المنظور المنطقة ستكون خارجة عن السيطرة. أمن لبنان
كيف تصف الوضع الأمني في لبنان؟
-
الوضع الأمني لم يتغير منذ سنين، هناك غطاء امني على لبنان
من قبل عدد من الدول، وهناك أناس خارج هذا الاتفاق وهما النصرة وداعش والبرهان
ما حصل في منطقة القاع من تفجيرات.
قوة داعش والنصرة في لبنان هي ضعيفة وكل ما تستطيع فعله هو تفجير هنا وآخر هناك. ففي لبنان هناك استقرار غير ثابت.
أعتقد ان ما يجري في لبنان هو
اختراقات وتفجيرات والوضع الأمني مضبوط اكثر من السابق، فنحن نعيش وسط زوبعة وإن
شاء الله تبقى حولنا فقط لأنه في منتصف الزوبعة تكون الشمس مشرقة.
استفتاء بريطانيا
ما الغرض من الاستفتاء الذي أجرته
بريطانيا وما الهدف منه؟
هناك حركة في اوروبا كلها، هذه
الحركة هي انفصالية وقومية، بدأت نتيجة العولمة فخلقت ردة فعل في اوروبا، أدت
الى المحافظة على القومية حيث يأتي الى اوروبا الكثير من المهاجرين، وتحديداً
هجرة السوريين ومن جنسيات مختلفة.
فكانت ردة الفعل ضد الاسلاموفوبيا،
ضد السود وضد الاوروبيين انفسهم.
في النمسا مثلاً القوميون
الانفصاليون كانوا على وشك ان يربحوا الانتخابات الاخيرة، وفي انكلترا ربحوا
ايضاً مع العلم انه لم يكن يتصور أحد انهم سيربحون، ولكنها برهنت ان القومية
الانكليزية تغلبت على المصلحة الانكليزية.
فهناك منطقة في جنوب غرب انكلترا،
هذه المنطقة هي اكثر منطقة تنتفع من الاتحاد الاوروبـي بحيث تحصل سنوياً على ما
لا يقل عن 80 مليون دولار لبلدياتها، صوتوا ضد الخروج من الاتحاد الاوروبي
ولكنهم في اليوم التالي ندموا على ذلك لأن قوميتهم تغلبت على مصلحتهم.
فالخطر الاقتصادي الذي يعطونه اكثر
من حجمه هو بخلاف الواقع، الخوف الاساسي هو انهيار الاتحاد، ولاحظنا انه في
انكلترا بدأت تتململ بعض الدول المتحدة مع ألمانيا خاصة اسكوتلندا.
أتصور بأنه بعد ردة الفعل الاولى
هذه غير المنطقية الى حد ما، سوف تهدأ الامور اقتصادياً وأتصور بأن انكلترا سوف
تجد طريقة لتتعامل بها مع اوروبا بشكل جيد. هناك نموذج النروج الذي يسمى المنطقة
الاوروبية الاقتصادية لديهم كل التسهيلات للمنطقة الاوروبية ولكنهم ليسوا داخلين
في المنطقة الاوروبية ولا يؤثرون على قراراتها.
وهناك نموذج ثان وهو سويسرا وهي
التجارة الحرة الاوروبية، وقد أجرت اتفاقات ثنائية مع اوروبا وأعتقد انهم سيجدون
حلاً مثل هذا لإنكلترا كي تبقى على اتصال مع الاتحاد الاوروبـي. ولكن لا اتصور
بأن انكلترا ستنسحب بشكل كامل من اوروبا لأن مشكلتها كان التخوف من اللاجئين.
ما مدى انعكاس هذا الاستفتاء على الدول الاوروبية الاخرى؟
هنا السؤال الذي يمكن ان يطرح،
وأعتقد بأنه في السنة المقبلة هناك انتخابات في ألمانيا وفي فرنسا، ففي ألمانيا
الحزب الوحيد الذي يزيد عدد اعضائه بشكل كبير على حساب الاحزاب التقليدية التي
حكمت المانيا كل هذه المدة هو الحزب الانفصالي القومي والذي اسمه الحزب
((البديل)) لألمانيا.
وفي فرنسا زادت شعبية هذا الحزب وعلى وشك الوصول الى 30%، لذلك السنتان القادمتان قد تحملان تحولاً على صعيد ألمانيا وفرنسا لكونهما الاساس في الاتحاد الاوروبـي.
اذن الدول الاوروبية قد تحذو حذو
بريطانيا؟
طبعاً هنا الخوف، ففي كل الدول
الانفصاليون اصبحوا اقوياء، وفي بعض الدول فإن الانفصاليين لم يصلوا الى حل
ليستلموا الحكم بعكس الحزب الموجود في ألمانيا الذي تزداد شعبيته، وأعتقد بأن
انفصال ألمانيا هو نهاية الاتحاد الاوروبـي.
وفي فرنسا هناك مخاوف من ذلك،
والخطر الاساسي هو في الانتخابات المقبلة في فرنسا وألمانيا.
يمكن القول بأن الاتحاد الاوروبـي
على عتبة الانهيار؟
لا يمكن قول ذلك ولكن يمكن القول
انه في خطر الانهيار ولم يصل الى عتبتها.
ما
مدى تأثير هذا الاستفتاء على لبنان؟
هناك
أناس حاولوا ان يربطوا هذه الازمة بالاقتصاد اللبناني بشكل سلبـي، وأعتقد بأن
الاقتصاد اللبناني ليس مرتبطاً لهذه الدرجة بالاقتصادات الخارجية ليتأثر بشكل
درامي، أول يوم كان هناك تخوف من تأثيره على الاقتصاد اللبناني ولكن هذا التخوف
ليس قائماً لأننا لم نتأثر بالازمة الاقتصادية المالية في العالم.
حوار: فاطمة فصاعي |
No comments:
Post a Comment